هو حمى النيل الغربي، الذي ذكر بالسنوات الأخيرة كثيرا بالصحافة في البلاد والعالم. هذا المرض، شُخِّص أول مرة عام 1937 لدى مريض من إقليم النيل الغربي (ومن هنا اسمه). وابتداء من الخمسينات في القرن العشرين أُبلغ عن مرضى بالمرض بأفريقية وبلاد الشرق الأوسط (بما فيها إسرائيل)، رومانيا وأستراليا. وفي عام 1999 اكتشف لأول مرة مرضى بهذا المرض في الولايات المتحدة أيضا.
تم تشخيص عدة أعراض لهذا المرض لدى مرضى في مناطق مختلفة في العالم: ثمة من عانوا من ارتفاع طفيف بحرارة الجسم، أوجاع رأس وأوجاع في الجسم، وظهر عند غيرهم طفح جلدي خفيف، انتفاخ الغدد الليمفاوية وحتى إصابة أنسجة المخ رافقها آلام رأس حادة، حرارة عالية، فقدان وعي وضعف وبحالات معينة أدى المرض إلى موت المريض. بمعظم الحالات كانت الإصابات الحادة بمرضى جهازهم المناعي غير سليم، كهول ومرضى بأمراض مزمنة.
حسب تقرير وزارة الصحة، مرض في صيف 2000 في إسرائيل 341 شخصا بحمى النيل الغربي وتوفي منهم 35، وفي صيف 2001 – مرض 32 شخصا وتوفي شخص واحد. رغم انخفاض الإصابة بالمرض والوفاة، أبلغ مركز مراقبة الأمراض بوزارة الصحة أن هذا العام أيضا تم التعرف على الفيروس المسبب لمرض حمى النيل الغربي في الطيور والبعوض. على ضوء هذا واضح أن الجمهور مُعرّض للخطر من وجود عشائر بعوض على مقربة من أماكن السكن.
د. أليكس ليفنتال، رئيس خدمات الصحة بوزارة الصحة يشرح أنه بالمستوى الشخصي أفضل وسيلة لوقاية السكان من المرض هي استخدام مواد طاردة للبعوض، وبالمستوى الجماهيري يجب اتخاذ خطوات جدية لإبادة البعوض.
يصف هذا المقال بيولوجية البعوضة وكذلك بعض الأبحاث التي أُجريت في البلاد بهدف تحسين وسائل إبادة البعوض.
كيف تسبب البعوضة العدوى بالمرض؟
الأمراض المنقولة بواسطة لسع بعوض تسببها كائنات مجهرية ينقلها البعوض من كائن مريض يحمل في جسمه مسبب المرض إلى كائن سليم. مثلا: مرض الحمى (الملاريا) يسببه طفيلي وحيد الخلية بينما حمى النيل الغربي يسببه فيروس. يُنقل الفيروس المسبب لمرض حمى النيل الغربي من دم طيور مصابة إلى دم الإنسان.عندما تلسع بعوضة طائرا مصابا بالفيروس، يتسرب الفيروس إلى غدد اللعاب للبعوضة وعندما تلسع هذه إنسانا ينتقل الفيروس بواسطة لعاب البعوضة إلى الإنسان. لهذا السبب، لا ينتقل المرض بالتلامس بين شخص مصاب بالفيروس وشخص سليم. تنتشر في إسرائيل أنواع كثيرة من البعوض، منها 42 نوعا تنتمي لعائلة Culicidae وبينها: Culex pipiens و C. univittatus اللذان يسببان نقل عدد من الفيروسات، ومنها أيضا الفيروس المسبب لحمى النيل الغربي، من حيوانات إلى إنسان.
بدورة حياة البعوض، كما بحشرات كثيرة، التطور من مرحلة البيضة وحتى مرحلة البالغة يدعى انسلاخا (****morphosis) وخلاله تحدث تغيرات بشكل ومبنى البعوضة المتطورة. التطور بالبعوض تطور كامل، فيه مراحل التطور هي: يرقة، شرنقة، بالغة.
البعوض البالغ هي الحشرات الطيارة المعروفة لنا جيدا: الذكر نباتي ويتغذى فقط على سوائل نباتية، بينما الأنثى تتغذى على رحيق أزهار ودم فقاريات. يوجد للأنثى في فمها خرطوم يلائم الوخز والامتصاص وهي تنجذب للإنسان والفقاريات الأخرى حسب الرائحة، ثاني أكسيد الكربون وحرارة أجسامها المنطلقة. الدم الذي تمتصه الأنثى ضروري لتطور البيض في جسمها.
بعد التزاوج تضع الأنثى البيض في مجمعات مائية ومنها تتطور اليرقات. اليرقات التي تتغذى على كائنات مجهرية موجودة في الماء، تستوعب الأكسجين من الجو بواسطة أنبوب التنفس الموجود بالجزء الخلفي لجسمها وبمساعدته تتعلق قطريا تحت سطح الماء. بعد عدة أيام، تتحول اليرقات إلى شرانق ومنها تبزغ البالغة الطيارة التي لا ترتبط أكثر بالماء. بشروط تغذية مناسبة ودرجة حرارة حوالي 25ْم تستمر دورة حياة هذا البعوض نحو 10 – 14 يوما.
المجمعات المائية، إذن، ضرورية لغرض إكمال دورة حياة البعوضة.
إبادة البعوض، كيف؟
حسب وصف دورة حياة البعوضة يمكن أن نفهم لماذا يتطلب منع أمراض تنتقل بواسطة البعوض اتخاذ خطوات من قبل وزارة الصحة ووزارة جودة البيئة. أكثر الوسائل المعروفة لمنع هذه الأمراض هي تجفيف مجمعات مائية قد تستخدم بيوت تنمية ليرقات البعوض و/أو رش يرقات البعوض بالمبيدات.
يسبب استعمال المبيدات في حالات كثيرة لنتائج غير مرغوبة للإنسان وبيئته ولذا منذ سنوات يفتش الباحثون عن حلول بديلة لطريقة الإبادة هذه. لقد جُلبت قبل نحو ثمانين سنة إلى البلاد أسماك من نوع غمبوزيا تفترس يرقات البعوض. السميكات التي تولدها أنثى الغمبوزيا تبحث عن غذائها بالمنطقة القريبة من سطح الماء ولذا تشكل يرقات البعوض فريسة سائغة لها. مع أن الأسماك من هذا النوع تكاثرت في مجمعات مائية كثيرة في البلاد وحتى في تلك التي يصعب على أسماك أخرى العيش فيها، إلا أن مشكلة البعوض في مجمعات مائية مؤقتة (مثل المستنقعات الشتوية) بقيت قائمة.
تقدم هام في البحث عن وسائل ناجعة لإبادة البعوض تمثل في اكتشاف بروفسور يوئيل مرغليت الذي تعرف عام 1976 بمجرى وادي الشلالة في النقب، على بكتيريا لم تكن معروفة للعلم حتى ذلك الحين، وبوسعها إصابة البعوضة. عُرفت البكتيريا وأُطلق عليها اسم "الباسيلوس الإسرائيلي" - Bacillus thuringiensis subsp. israelensis (Bti).
كيف تصيب البكتيريا البعوضة؟
تنتشر البكتيريا من نوع Bti (اختصار الاسم اللاتيني للبكتيريا) في التربة. وحينما تكون هذه البكتيريا في ظروف بيئية صعبة فهي تنتج أبواغا . إذا وصلت البوغة إلى ظروف بيئية مناسبة "تنبت" منها خلية بكتيريا.
اتضح أن في بكتيريا Bti، أثناء إنتاج الغلاف السميك للبوغة ينتج مرافقا لها زلال سام – سم. يرقات البعوض التي تعيش في الماء، تتغذى على مواد عضوية وعلى الكائنات المجهرية الموجودة في الماء، وبضمنها أيضا بكتيريا وأبواغها. عند ابتلاع بوغة، يُبتلع معها السم أيضا.
عند وصول السم إلى الجهاز الهضمي ليرقات البعوض يحدث به تغير كيميائي بتأثير درجة الـ pH (فوق 9) وإنزيمات في المعي، يرتبط مع الخلايا الطلائية، ويسبب شللا لليرقات وخلال مدة قصيرة تموت. المدة الزمنية التي تمر من لحظة تعرض اليرقة للسم وحتى موتها تتعلق بتركيز السم.
من الجدير ذكره، أنه خلال سنوات أُجريت متابعة لتأثير السم الذي تنتجه بكتيريا Bti ووجد أنه خاص ضد أنواع معينة من البعوض ولا يسبب ضررا لحشرات أخرى، وللأسماك والضفادع والثدييات وطبعا للإنسان. إضافة إلى ذلك، لم يجدوا حتى الآن بعوضا صامدا لهذا السم.
أُجريت في العامين 1995 – 1996 في وادي قانا في السامرة تجربة لإبادة يرقات البعوض بواسطة بكتيريا Bti. وكانت نتائج التجربة مشجعة، فقد أثبتت أن في المناطق التي أُضيفت البكتيريا إليها تقلصت عشيرة البعوض مقارنة مع المناطق التي لم تُعالج.
ومع السنين اتسع استعمال مستحضرات تجارية تحتوي على أبواغ البكتيريا والسم الذي تنتجه، إلى عدد كبير من الدول بأوروبا وأمريكا وآسيا. واليوم تُكثر منظمة الصحة العالمية من استعمال البكتيريا لإبادة الذباب الأسود في أفريقية. يستعملون البكتيريا في البلاد بالأساس للإبادة في المحميات الطبيعية.
رغم الحسنات الجمة لإبادة يرقات البعوض بواسطة بكتيريا Bti، عمليا استعمالها محدود بسبب نجاعتها المنخفضة في ظروف الحقل، ولا سيما في مجمعات مائية فيها كمية كبيرة من المواد العضوية والكائنات المجهرية. تفقد المستحضرات الموجودة فعّاليتها في الطبيعة خلال 24 – 48 ساعة.
الأسباب الرئيسة للنجاعة المنخفضة هي:
• البكتيريا لا تتكاثر في المجمعات المائية في الطبيعة
• البكتيريا المضافة لمجمع مائي ترسب في قاعه
• تلتصق البكتيريا بجسيمات الطين والمواد العضوية في الماء
• تؤكل البكتيريا وأبواغها من قبل كائنات أخرى
• يتحلل السم الملاصق لأبواغ البكتيريا نتيجة تعرضه لضوء الشمس ويتحول لغير فعّل.
تم تشخيص عدة أعراض لهذا المرض لدى مرضى في مناطق مختلفة في العالم: ثمة من عانوا من ارتفاع طفيف بحرارة الجسم، أوجاع رأس وأوجاع في الجسم، وظهر عند غيرهم طفح جلدي خفيف، انتفاخ الغدد الليمفاوية وحتى إصابة أنسجة المخ رافقها آلام رأس حادة، حرارة عالية، فقدان وعي وضعف وبحالات معينة أدى المرض إلى موت المريض. بمعظم الحالات كانت الإصابات الحادة بمرضى جهازهم المناعي غير سليم، كهول ومرضى بأمراض مزمنة.
حسب تقرير وزارة الصحة، مرض في صيف 2000 في إسرائيل 341 شخصا بحمى النيل الغربي وتوفي منهم 35، وفي صيف 2001 – مرض 32 شخصا وتوفي شخص واحد. رغم انخفاض الإصابة بالمرض والوفاة، أبلغ مركز مراقبة الأمراض بوزارة الصحة أن هذا العام أيضا تم التعرف على الفيروس المسبب لمرض حمى النيل الغربي في الطيور والبعوض. على ضوء هذا واضح أن الجمهور مُعرّض للخطر من وجود عشائر بعوض على مقربة من أماكن السكن.
د. أليكس ليفنتال، رئيس خدمات الصحة بوزارة الصحة يشرح أنه بالمستوى الشخصي أفضل وسيلة لوقاية السكان من المرض هي استخدام مواد طاردة للبعوض، وبالمستوى الجماهيري يجب اتخاذ خطوات جدية لإبادة البعوض.
يصف هذا المقال بيولوجية البعوضة وكذلك بعض الأبحاث التي أُجريت في البلاد بهدف تحسين وسائل إبادة البعوض.
كيف تسبب البعوضة العدوى بالمرض؟
الأمراض المنقولة بواسطة لسع بعوض تسببها كائنات مجهرية ينقلها البعوض من كائن مريض يحمل في جسمه مسبب المرض إلى كائن سليم. مثلا: مرض الحمى (الملاريا) يسببه طفيلي وحيد الخلية بينما حمى النيل الغربي يسببه فيروس. يُنقل الفيروس المسبب لمرض حمى النيل الغربي من دم طيور مصابة إلى دم الإنسان.عندما تلسع بعوضة طائرا مصابا بالفيروس، يتسرب الفيروس إلى غدد اللعاب للبعوضة وعندما تلسع هذه إنسانا ينتقل الفيروس بواسطة لعاب البعوضة إلى الإنسان. لهذا السبب، لا ينتقل المرض بالتلامس بين شخص مصاب بالفيروس وشخص سليم. تنتشر في إسرائيل أنواع كثيرة من البعوض، منها 42 نوعا تنتمي لعائلة Culicidae وبينها: Culex pipiens و C. univittatus اللذان يسببان نقل عدد من الفيروسات، ومنها أيضا الفيروس المسبب لحمى النيل الغربي، من حيوانات إلى إنسان.
بدورة حياة البعوض، كما بحشرات كثيرة، التطور من مرحلة البيضة وحتى مرحلة البالغة يدعى انسلاخا (****morphosis) وخلاله تحدث تغيرات بشكل ومبنى البعوضة المتطورة. التطور بالبعوض تطور كامل، فيه مراحل التطور هي: يرقة، شرنقة، بالغة.
البعوض البالغ هي الحشرات الطيارة المعروفة لنا جيدا: الذكر نباتي ويتغذى فقط على سوائل نباتية، بينما الأنثى تتغذى على رحيق أزهار ودم فقاريات. يوجد للأنثى في فمها خرطوم يلائم الوخز والامتصاص وهي تنجذب للإنسان والفقاريات الأخرى حسب الرائحة، ثاني أكسيد الكربون وحرارة أجسامها المنطلقة. الدم الذي تمتصه الأنثى ضروري لتطور البيض في جسمها.
بعد التزاوج تضع الأنثى البيض في مجمعات مائية ومنها تتطور اليرقات. اليرقات التي تتغذى على كائنات مجهرية موجودة في الماء، تستوعب الأكسجين من الجو بواسطة أنبوب التنفس الموجود بالجزء الخلفي لجسمها وبمساعدته تتعلق قطريا تحت سطح الماء. بعد عدة أيام، تتحول اليرقات إلى شرانق ومنها تبزغ البالغة الطيارة التي لا ترتبط أكثر بالماء. بشروط تغذية مناسبة ودرجة حرارة حوالي 25ْم تستمر دورة حياة هذا البعوض نحو 10 – 14 يوما.
المجمعات المائية، إذن، ضرورية لغرض إكمال دورة حياة البعوضة.
إبادة البعوض، كيف؟
حسب وصف دورة حياة البعوضة يمكن أن نفهم لماذا يتطلب منع أمراض تنتقل بواسطة البعوض اتخاذ خطوات من قبل وزارة الصحة ووزارة جودة البيئة. أكثر الوسائل المعروفة لمنع هذه الأمراض هي تجفيف مجمعات مائية قد تستخدم بيوت تنمية ليرقات البعوض و/أو رش يرقات البعوض بالمبيدات.
يسبب استعمال المبيدات في حالات كثيرة لنتائج غير مرغوبة للإنسان وبيئته ولذا منذ سنوات يفتش الباحثون عن حلول بديلة لطريقة الإبادة هذه. لقد جُلبت قبل نحو ثمانين سنة إلى البلاد أسماك من نوع غمبوزيا تفترس يرقات البعوض. السميكات التي تولدها أنثى الغمبوزيا تبحث عن غذائها بالمنطقة القريبة من سطح الماء ولذا تشكل يرقات البعوض فريسة سائغة لها. مع أن الأسماك من هذا النوع تكاثرت في مجمعات مائية كثيرة في البلاد وحتى في تلك التي يصعب على أسماك أخرى العيش فيها، إلا أن مشكلة البعوض في مجمعات مائية مؤقتة (مثل المستنقعات الشتوية) بقيت قائمة.
تقدم هام في البحث عن وسائل ناجعة لإبادة البعوض تمثل في اكتشاف بروفسور يوئيل مرغليت الذي تعرف عام 1976 بمجرى وادي الشلالة في النقب، على بكتيريا لم تكن معروفة للعلم حتى ذلك الحين، وبوسعها إصابة البعوضة. عُرفت البكتيريا وأُطلق عليها اسم "الباسيلوس الإسرائيلي" - Bacillus thuringiensis subsp. israelensis (Bti).
كيف تصيب البكتيريا البعوضة؟
تنتشر البكتيريا من نوع Bti (اختصار الاسم اللاتيني للبكتيريا) في التربة. وحينما تكون هذه البكتيريا في ظروف بيئية صعبة فهي تنتج أبواغا . إذا وصلت البوغة إلى ظروف بيئية مناسبة "تنبت" منها خلية بكتيريا.
اتضح أن في بكتيريا Bti، أثناء إنتاج الغلاف السميك للبوغة ينتج مرافقا لها زلال سام – سم. يرقات البعوض التي تعيش في الماء، تتغذى على مواد عضوية وعلى الكائنات المجهرية الموجودة في الماء، وبضمنها أيضا بكتيريا وأبواغها. عند ابتلاع بوغة، يُبتلع معها السم أيضا.
عند وصول السم إلى الجهاز الهضمي ليرقات البعوض يحدث به تغير كيميائي بتأثير درجة الـ pH (فوق 9) وإنزيمات في المعي، يرتبط مع الخلايا الطلائية، ويسبب شللا لليرقات وخلال مدة قصيرة تموت. المدة الزمنية التي تمر من لحظة تعرض اليرقة للسم وحتى موتها تتعلق بتركيز السم.
من الجدير ذكره، أنه خلال سنوات أُجريت متابعة لتأثير السم الذي تنتجه بكتيريا Bti ووجد أنه خاص ضد أنواع معينة من البعوض ولا يسبب ضررا لحشرات أخرى، وللأسماك والضفادع والثدييات وطبعا للإنسان. إضافة إلى ذلك، لم يجدوا حتى الآن بعوضا صامدا لهذا السم.
أُجريت في العامين 1995 – 1996 في وادي قانا في السامرة تجربة لإبادة يرقات البعوض بواسطة بكتيريا Bti. وكانت نتائج التجربة مشجعة، فقد أثبتت أن في المناطق التي أُضيفت البكتيريا إليها تقلصت عشيرة البعوض مقارنة مع المناطق التي لم تُعالج.
ومع السنين اتسع استعمال مستحضرات تجارية تحتوي على أبواغ البكتيريا والسم الذي تنتجه، إلى عدد كبير من الدول بأوروبا وأمريكا وآسيا. واليوم تُكثر منظمة الصحة العالمية من استعمال البكتيريا لإبادة الذباب الأسود في أفريقية. يستعملون البكتيريا في البلاد بالأساس للإبادة في المحميات الطبيعية.
رغم الحسنات الجمة لإبادة يرقات البعوض بواسطة بكتيريا Bti، عمليا استعمالها محدود بسبب نجاعتها المنخفضة في ظروف الحقل، ولا سيما في مجمعات مائية فيها كمية كبيرة من المواد العضوية والكائنات المجهرية. تفقد المستحضرات الموجودة فعّاليتها في الطبيعة خلال 24 – 48 ساعة.
الأسباب الرئيسة للنجاعة المنخفضة هي:
• البكتيريا لا تتكاثر في المجمعات المائية في الطبيعة
• البكتيريا المضافة لمجمع مائي ترسب في قاعه
• تلتصق البكتيريا بجسيمات الطين والمواد العضوية في الماء
• تؤكل البكتيريا وأبواغها من قبل كائنات أخرى
• يتحلل السم الملاصق لأبواغ البكتيريا نتيجة تعرضه لضوء الشمس ويتحول لغير فعّل.