الأكزيما
الإكزيما التهاب سطحى بالجلد ينتج عن حساسية أو عن تعرض الجلد لمهيجات كيماوية أو طبيعية ومسببات الإكزيما عديدة حتى قيل فيها إن كل ما تحت الشمس قد يكون من مسببات الإكزيما بما فيها الشمس ذاتها ويتضح من تلك المقولة تنوع الأسباب وتفرقها ويختلف السبب حسب الشخص واستعداده.
والصور الإكلينيكية لحالات الإكزيما متشابهة رغم تعدد الأسباب ومنها الحاد وتحت الحاد والمزمن.
ويمكن للطبيب تمييز الأنواع المختلفة وأسبابها عن طريق فروق بسيطة فى الشكل الإكلينيكى والمسببات والمناطق المصابة والتاريخ المرضى وبعض الفحوصات الأخرى .
- أنواع الإكزيما حسب الشكل الإكلينيكي:
قد تظهر الإكزيما بصورة حادة فيكون الجلد المصاب أحمر اللون متورما قليلا وترى على سطح المنطقة الملتهبة حبيبات وفقاعات مختلفة الحجم وقد تتطور الحالة لتصبح إكزيما حادة نازة حيث يرتشح من الجلد مادة صفراء فاتحة اللون ويصحب الالتهاب الحاد حكة شديدة مع حرقان.
أما الإكزيما فى طورها تحت الحاد فتتميز باحمرار أقل وظهور قشور ويصحبها أيضا حكة وفى الطور المزمن يكون الجلد أكثر سمكا وأغمق لونا من الطبيعى وقد تظهر به شقوق مؤلمة ويلاحظ أن الحكة تكون شديدة فى هذا الطور.
وقد تمر حالة الإكزيما بالأطوار الثلاثة فتبدأ حادة لتتحول إلى تحت حادة وتنتهى بالصورة المزمنة وقد تبدأ بالصورة المزمنة أو تحت الحادة من البداية ويحدد ذلك كل من شدة المؤثر وطبيعة الاستجابة لدى المريض.
وفى بعض الأحيان يأخذ المرض شكلا حادا أو تحت حاد فى منطقة ما من الجلد بينما يأخذ شكلا مزمنا فى منطقة أخرى.
وللإكزيما أشكال عديدة وأطوار مختلفة تتراوح بين احمرار خفيف مع قشور بسيطة إلى ارتشاح إلى زيادة فى سمك الجلد وتشققات وقد تصيب جزءا محدودا من الجلد مثل اليد أو الوجه أو القدم أو تنتشر لتشمل الجلد كله.
أنواع الإكزيما حسب مسبباتها:
هناك عدة أنواع للإكزيما تختلف حسب المسببات وفى بعض الحالات حوالى 40% من الحالات لا يستطيع الطب الوصول إلى السبب الرئيسى للمرض.
- إكزيما الملامسة::
تعتبر إكزيما الملامسة أكثر أنواع الإكزيما انتشارا فى العصر الحديث وهناك نوعان رئيسيان:
أ- نوع ينتج عن ملامسة الجلد لمواد مهيجة مثل القلويات والأحماض والصابون والمنظفات الأخرى وهذا النوع يصيب أى إنسان ما دامت المادة المسببة قد لامست الجلد لفترة كافية تختلف من شخص لآخر وما دام تركيز تلك المادة كافيا لإحداث الالتهاب.
وينتمى لهذا النوع ما يطلق عليه إكزيما ربة المنزل وفى تلك الحالة يكون الجلد جافا أحمر اللون وتتطور الحالة حتى تصل إلى الطور المزمن فيتشقق الجلد مسببا آلاما شديدة وتنتمى إلى نفس النوع الإكزيما التى تصيب المتعاملين مع الكيماويات الشديدة التأثير فتصيب الجلد المعرض لتلك المواد ويتميز هذا النوع بتحسن الحالة بعد الامتناع عن التعرض للمواد المسببة كما أن علاج تلك الحالات لا يجدى إن لم تتم حماية الجلد من المسببات.
ب- والنوع الآخر يسمى إكزيما حساسية الملامسة ويصيب الأشخاص ذوى الاستعداد لتكوين حساسية لبعض المواد التى لا تسبب أى أضرار سواء للآخرين أو للمريض نفسه فى بادئ الأمر إذا لامست الجلد؛ إذ أنها ليست من المواد المهيجة، وأشهر المواد التى تسبب حساسية الملامسة هى معدن النيكل الموجود فى الحلى المعدنية والساعات ومكونات مستحضرات التجميل ومصبغة الشعر والروائح العطرية وأصباغ الملابس وبعض النباتات وتدخل تلك المواد فى إطار المواد العادية المستخدمة يوميا وعند ملامستها تتحد مكوناتها بسطح الجلد مكونة مادة جديدة يتفاعل معها جهاز المناعة بالجسم تدريجيا وببطء إلى أن يصير الجلد حساسا لتلك المادة وتسمى المرحلة من بداية التعرض للمادة حتى حدوث الحساسية مرحلة التحسس وتستغرق مدة طويلة قد تصل إلى سنوات عديدة لا يلاحظ المريض خلالها أى أعراض عن استخدامه للمادة المسببة للحساسية وبانتهاء مرحلة التحسس يصبح الشخص حساسا لتلك المادة بذاتها بحيث يتفاعل معها إذا تعرض لها بعد ذلك ويكون التفاعل فى صورة إكزيما فى إحدى صورها.
وتتميز إكزيما الملامسة بظهورها على مكان الملامسة مما قد يوحي للطبيب بالتشخيص وبالسبب.
والحل هنا هو الابتعاد عن كل ما يحتوى على ذلك المعدن حيث لوحظ أنه بمجرد تكوّن الحساسية لمادة ما فإنها تبقى لسنوات طويلة ولا توجد وسيلة لتغيير ذلك.
- الإكزيما التأتبية الوراثية:
الإكزيما التأتبية نوع من الاستعداد الشخصى تسرى فى عائلات بعينها أى أن لها أرضية وراثية فنجد فى أقارب المريض من هو مصاب بنفس نوع الإكزيما أو بالربو الشعبي أو بحساسية الأنف فيما يعرف بحمى القش ويتصف المصاب بهذا النوع من الإكزيما التأتبية بثلاث مراحل:
* المرحلة الأولى : إكزيما الرضع وتحدث بين عمر شهرين إلى سنتين.
* المرحلة الثانية : إكزيما الأطفال من عمر سنتين وحتى عشر سنوات.
* المرحلة الثالثة : إكزيما البالغين وتسمى الإكزيما العصبية المنتشرة وتبدأ فى فترة المراهقة وقد تمتد حتى سن الثلاثين أو أكثر.
وليس بالضرورة أن تمر الحالة بتلك المراحل الثلاث فقد تبدأ بمرحلة الرضاعة ثم تختفى إلى الأبد أو تبدأ أول ما تبدأ بالمرحلة الثانية مرحلة الطفولة أو بالمرحلة الثالثة دون أن تسبقهما مرحلة الرضع وتتميز الإصابة بجفاف الجلد وميله إلى الخشونة كما أن المصاب لا يتحمل الجو البارد الجاف أو الحار الرطب حيث يؤدى ذلك إلى تهيج الحالة والمصاب بهذا المرض يكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الجلدية خاصة الفيروسية منها كما أنه يعانى خلال المراحل الثلاث من وجود حكة شديدة خاصة فى الليل.
إكزيما الأطفال:
وهذه المرحلة قد تسبقها إكزيما الرضع أو يبدأ المرض بها مباشرة فى حوالى الرابعة أو الخامسة من العمر ويستمر ظهورها حتى سن العاشرة وتمر هذه الإكزيما بفترات نشاط وفترات ركود يكون المريض خلالها طبيعيا تماما وتميل الإكزيما فى تلك المرحلة لأن تكون من النوع الجاف ويصبح الجلد فى المناطق المصابة أكثر سمكا وتصيب مناطق محددة هى ثنايا الذراع والركبة والمعصمين كما تصيب جانبى العنق والجفون وتحدث حكة شديدة فى المناطق المصابة مما يساعد على زيادة سمك الجلد الذى يتسبب بدوره فى زيادة الحكة وهكذا تدخل الحالة فى دائرة مفرغة إن لم تعالج.
الإكزيما الميكروبية:
تفاعل إكزيمي يحدث بالجلد المجاور للنواسير النازة والتى تفرز صديدا وفى هذه الحالة يصاب الجلد القريب من الناسور بالحساسية للنواتج البروتينية للميكروبات ويأخذ فى التأكزم.
الإكزيما النمية:
تظهر الإكزيما النمية على شكل بقع مستديرة فى حجم العملات المعدنية وتكون حمراء نازة تغطيها قشور صمغية أو حبيبات وفقاقيع صغيرة وتصيب الإكزيما النمية عادة الذراعين والفخذين وقد تصيب الجذع.
- علاج الإكزيما:
ينقسم علاج الإكزيما إلى شقين أساسيين أولهما : تحديد العامل أو العوامل المسببة بحيث يمكن تجنبها ويعتبر ذلك حجر الزاوية ليس فقط فى علاج الإكزيما بل فى علاج كافة أمراض الحساسية الأخرى وهو الضمان الوحيد لمنع الانتكاسات والوصول إلى الشفاء بمفهوم الكلمة.
وثانيهما : استعمال العلاجات التى تؤدى إلى زوال التغيرات الجلدية والالتهابات وغالبا ما يركز المريض وبعض الأطباء على الجزء الثانى الخاص بالأدوية مع إهمال الجزء الأول الخاص بتحديد السبب وتجنبه مما يؤدى إلى استمرار الحالة أو انتكاسها بعد العلاج بفترات قد تكون قصيرة.
- أولا : التعرف على العوامل المسببة للحالة:
تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات فى العلاج وأصعبها أيضا وتتطلب تعاونا وثيقا بين المريض والطبيب المعالج وتشمل عدة مراحل تبدأ بالتاريخ المرضى ثم فحص الحالة وتنتهى باختبارات الحساسية ولا تغنى إحدى هذه المراحل عن الأخرى؛ إذ أن البعض قد يتصور أن المشكلة قد تحل جذريا بإجراء اختبارات الحساسية بينما أثبتت الخبرة الإكلينيكية الطويلة أن أكثر تلك المراحل أهمية هى أخذ التاريخ المرضي بدقة.
ويبدأ الممرض مهمته فى البحث عن السبب بتوجيه عديد من الأسئلة للمريض تتعلق بمهنته ونشاطه اليومى وهواياته وما إذا كان المريض قد لاحظ علاقة ما بين ظهور الحالة وبين ارتداء بعض الملابس أو استعمال بعض مستحضرات التجميل أو العطور أو تناول أصناف معينة من المأكولات أو الأدوية أو بعد التعرض للشمس.
ويتطلب أخذ التاريخ المرضى فى حالات الحساسية وقتا طويلا وجلسات عديدة حتى يحقق النتيجة المرجوة وعلى الطبيب أن يكون ملما بكافة الاحتمالات وعلى المريض أن يكون دقيق الملاحظة صبورا صادقا وكم من حالات كان فيها التاريخ المرضى مفتاحا لمعرفة السبب.
ويلى التعرف على التاريخ المرضى مرحلة الفحص الإكلينيكى الذى قد يعطى أيضا مؤشرات على الأسباب المحتملة فإكزيما الجفون على سبيل المثال تنتج عن تحسس الجلد لبعض مستحضرات التجميل مثل الظلال السوداء أو البنفسجية والإكزيما التأتبية تصيب مناطق معينة مثل ثنايا المرفق والركبة وجانبى الرقبة والأشكال المستديرة التى تشبه قطع العملة ما هى إلا إكزيما نمية والجلد الجاف المتشقق سطحيا يشير إلى احتمال الإصابة بالإكزيما الجافة وهكذا.
وقد تساعد اختبارات الحساسية فى معرفة السبب ولكنها لا تغنى عن التاريخ المرضى الدقيق والفحص الإكلينيكى الجيد النوعى واختبار الحساسية المفضل فى حالات الإكزيما هو ما يطلق عليه اختبار الرقعة وفكرته تقوم على وضع قطع صغيرة من الشاش مشبعة بالمواد المعروف أنها تسبب الحساسية فوق ظهر المريض وتثبت بواسطة شريط لاصق وتترك لمدة 48 ساعة ترفع بعدها ويلاحظ تفاعل الجلد مع تلك المادة حسب التغيرات التى تحدث تحت كل رقعة ويعتبر الاختبار إيجابيا إذا احمر الجلد وظهرت عليه حبيبات أو فقاقيع مكان الرقعة ويراعى أن يكون تركيز المادة المختبرة ضئيلا بحيث لا يتسبب فى تهيج الجلد ومِن ثَمّ التهابه كما يراعى ألا يجرى هذا الاختبار أثناء نشاط المرض وعادة ما يتم اختبار العديد من المواد قبل التوصل إلى المادة المسببة ويفيد اختبار الرقعة فى حالات إكزيما الملامسة الناتجة عن التحسس فقط ولكنه لا يفيد فى باقى حالات الإكزيما.
وفى نسبة معينة من الحالات لا يمكن التوصل إلى السبب وقد تتراوح تلك النسبة بين 30 - 40% وهنا لا يبقى أمام الطبيب سوى استعمال الأدوية التى تسيطر على الأعراض وتخفف من شدة المرض.
- ثانيا : العلاج الدوائى:
ينقسم العلاج الدوائى إلى علاج جهازى يعطى عن طريق الفم أو بالحقن وعلاج موضعى يوضع مباشرة على مكان الإصابة مثل الغسولات والكريمات والمراهم.
أ- العلاج الجهازى : ويشمل الأدوية التى تقلل من الإحساس بالحكة مثل مضادات الهستامين كما تستعمل المضادات الحيوية فى حالة حدوث مضاعفات للإكزيما فى صورة التهابات ميكروبية وما أكثر حدوثها.
أما فى الحالات الشديدة المنتشرة والتى لا تستجيب للعلاج الموضعى بمفرده فإن استعمال عقار الكورتيزون هو الحل الوحيد ولا مناص من استخدامه ولكن ينبغى أن يكون استعمال الكورتيزون تحت إشراف طبى منعا لحدوث مضاعفات ولكن للكورتيزون آثارا جانبية خاصة إذا استخدم فى غير مجالاته ودون استشارة الطبيب.
ب- العلاج الموضعى : تستعمل فيه الغسولات أو الكريمات أو المراهم ويفضل استخدام الغسولات فى الإكزيما الحادة والكريمات فى الإكزيما تحت الحادة والمراهم فى الإكزيما المزمنة أو الجافة وأشهر الغسولات المستخدمة فى حالات الإكزيما هى غسول برمنجانات البوتاسيوم وغسول الكلامينا أما الكريمات والمراهم فأهمها وأكثرها فاعلية تلك التى تحتوى على نسبة من مركبات الكورتيزون
الإكزيما التهاب سطحى بالجلد ينتج عن حساسية أو عن تعرض الجلد لمهيجات كيماوية أو طبيعية ومسببات الإكزيما عديدة حتى قيل فيها إن كل ما تحت الشمس قد يكون من مسببات الإكزيما بما فيها الشمس ذاتها ويتضح من تلك المقولة تنوع الأسباب وتفرقها ويختلف السبب حسب الشخص واستعداده.
والصور الإكلينيكية لحالات الإكزيما متشابهة رغم تعدد الأسباب ومنها الحاد وتحت الحاد والمزمن.
ويمكن للطبيب تمييز الأنواع المختلفة وأسبابها عن طريق فروق بسيطة فى الشكل الإكلينيكى والمسببات والمناطق المصابة والتاريخ المرضى وبعض الفحوصات الأخرى .
- أنواع الإكزيما حسب الشكل الإكلينيكي:
قد تظهر الإكزيما بصورة حادة فيكون الجلد المصاب أحمر اللون متورما قليلا وترى على سطح المنطقة الملتهبة حبيبات وفقاعات مختلفة الحجم وقد تتطور الحالة لتصبح إكزيما حادة نازة حيث يرتشح من الجلد مادة صفراء فاتحة اللون ويصحب الالتهاب الحاد حكة شديدة مع حرقان.
أما الإكزيما فى طورها تحت الحاد فتتميز باحمرار أقل وظهور قشور ويصحبها أيضا حكة وفى الطور المزمن يكون الجلد أكثر سمكا وأغمق لونا من الطبيعى وقد تظهر به شقوق مؤلمة ويلاحظ أن الحكة تكون شديدة فى هذا الطور.
وقد تمر حالة الإكزيما بالأطوار الثلاثة فتبدأ حادة لتتحول إلى تحت حادة وتنتهى بالصورة المزمنة وقد تبدأ بالصورة المزمنة أو تحت الحادة من البداية ويحدد ذلك كل من شدة المؤثر وطبيعة الاستجابة لدى المريض.
وفى بعض الأحيان يأخذ المرض شكلا حادا أو تحت حاد فى منطقة ما من الجلد بينما يأخذ شكلا مزمنا فى منطقة أخرى.
وللإكزيما أشكال عديدة وأطوار مختلفة تتراوح بين احمرار خفيف مع قشور بسيطة إلى ارتشاح إلى زيادة فى سمك الجلد وتشققات وقد تصيب جزءا محدودا من الجلد مثل اليد أو الوجه أو القدم أو تنتشر لتشمل الجلد كله.
أنواع الإكزيما حسب مسبباتها:
هناك عدة أنواع للإكزيما تختلف حسب المسببات وفى بعض الحالات حوالى 40% من الحالات لا يستطيع الطب الوصول إلى السبب الرئيسى للمرض.
- إكزيما الملامسة::
تعتبر إكزيما الملامسة أكثر أنواع الإكزيما انتشارا فى العصر الحديث وهناك نوعان رئيسيان:
أ- نوع ينتج عن ملامسة الجلد لمواد مهيجة مثل القلويات والأحماض والصابون والمنظفات الأخرى وهذا النوع يصيب أى إنسان ما دامت المادة المسببة قد لامست الجلد لفترة كافية تختلف من شخص لآخر وما دام تركيز تلك المادة كافيا لإحداث الالتهاب.
وينتمى لهذا النوع ما يطلق عليه إكزيما ربة المنزل وفى تلك الحالة يكون الجلد جافا أحمر اللون وتتطور الحالة حتى تصل إلى الطور المزمن فيتشقق الجلد مسببا آلاما شديدة وتنتمى إلى نفس النوع الإكزيما التى تصيب المتعاملين مع الكيماويات الشديدة التأثير فتصيب الجلد المعرض لتلك المواد ويتميز هذا النوع بتحسن الحالة بعد الامتناع عن التعرض للمواد المسببة كما أن علاج تلك الحالات لا يجدى إن لم تتم حماية الجلد من المسببات.
ب- والنوع الآخر يسمى إكزيما حساسية الملامسة ويصيب الأشخاص ذوى الاستعداد لتكوين حساسية لبعض المواد التى لا تسبب أى أضرار سواء للآخرين أو للمريض نفسه فى بادئ الأمر إذا لامست الجلد؛ إذ أنها ليست من المواد المهيجة، وأشهر المواد التى تسبب حساسية الملامسة هى معدن النيكل الموجود فى الحلى المعدنية والساعات ومكونات مستحضرات التجميل ومصبغة الشعر والروائح العطرية وأصباغ الملابس وبعض النباتات وتدخل تلك المواد فى إطار المواد العادية المستخدمة يوميا وعند ملامستها تتحد مكوناتها بسطح الجلد مكونة مادة جديدة يتفاعل معها جهاز المناعة بالجسم تدريجيا وببطء إلى أن يصير الجلد حساسا لتلك المادة وتسمى المرحلة من بداية التعرض للمادة حتى حدوث الحساسية مرحلة التحسس وتستغرق مدة طويلة قد تصل إلى سنوات عديدة لا يلاحظ المريض خلالها أى أعراض عن استخدامه للمادة المسببة للحساسية وبانتهاء مرحلة التحسس يصبح الشخص حساسا لتلك المادة بذاتها بحيث يتفاعل معها إذا تعرض لها بعد ذلك ويكون التفاعل فى صورة إكزيما فى إحدى صورها.
وتتميز إكزيما الملامسة بظهورها على مكان الملامسة مما قد يوحي للطبيب بالتشخيص وبالسبب.
والحل هنا هو الابتعاد عن كل ما يحتوى على ذلك المعدن حيث لوحظ أنه بمجرد تكوّن الحساسية لمادة ما فإنها تبقى لسنوات طويلة ولا توجد وسيلة لتغيير ذلك.
- الإكزيما التأتبية الوراثية:
الإكزيما التأتبية نوع من الاستعداد الشخصى تسرى فى عائلات بعينها أى أن لها أرضية وراثية فنجد فى أقارب المريض من هو مصاب بنفس نوع الإكزيما أو بالربو الشعبي أو بحساسية الأنف فيما يعرف بحمى القش ويتصف المصاب بهذا النوع من الإكزيما التأتبية بثلاث مراحل:
* المرحلة الأولى : إكزيما الرضع وتحدث بين عمر شهرين إلى سنتين.
* المرحلة الثانية : إكزيما الأطفال من عمر سنتين وحتى عشر سنوات.
* المرحلة الثالثة : إكزيما البالغين وتسمى الإكزيما العصبية المنتشرة وتبدأ فى فترة المراهقة وقد تمتد حتى سن الثلاثين أو أكثر.
وليس بالضرورة أن تمر الحالة بتلك المراحل الثلاث فقد تبدأ بمرحلة الرضاعة ثم تختفى إلى الأبد أو تبدأ أول ما تبدأ بالمرحلة الثانية مرحلة الطفولة أو بالمرحلة الثالثة دون أن تسبقهما مرحلة الرضع وتتميز الإصابة بجفاف الجلد وميله إلى الخشونة كما أن المصاب لا يتحمل الجو البارد الجاف أو الحار الرطب حيث يؤدى ذلك إلى تهيج الحالة والمصاب بهذا المرض يكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الجلدية خاصة الفيروسية منها كما أنه يعانى خلال المراحل الثلاث من وجود حكة شديدة خاصة فى الليل.
إكزيما الأطفال:
وهذه المرحلة قد تسبقها إكزيما الرضع أو يبدأ المرض بها مباشرة فى حوالى الرابعة أو الخامسة من العمر ويستمر ظهورها حتى سن العاشرة وتمر هذه الإكزيما بفترات نشاط وفترات ركود يكون المريض خلالها طبيعيا تماما وتميل الإكزيما فى تلك المرحلة لأن تكون من النوع الجاف ويصبح الجلد فى المناطق المصابة أكثر سمكا وتصيب مناطق محددة هى ثنايا الذراع والركبة والمعصمين كما تصيب جانبى العنق والجفون وتحدث حكة شديدة فى المناطق المصابة مما يساعد على زيادة سمك الجلد الذى يتسبب بدوره فى زيادة الحكة وهكذا تدخل الحالة فى دائرة مفرغة إن لم تعالج.
الإكزيما الميكروبية:
تفاعل إكزيمي يحدث بالجلد المجاور للنواسير النازة والتى تفرز صديدا وفى هذه الحالة يصاب الجلد القريب من الناسور بالحساسية للنواتج البروتينية للميكروبات ويأخذ فى التأكزم.
الإكزيما النمية:
تظهر الإكزيما النمية على شكل بقع مستديرة فى حجم العملات المعدنية وتكون حمراء نازة تغطيها قشور صمغية أو حبيبات وفقاقيع صغيرة وتصيب الإكزيما النمية عادة الذراعين والفخذين وقد تصيب الجذع.
- علاج الإكزيما:
ينقسم علاج الإكزيما إلى شقين أساسيين أولهما : تحديد العامل أو العوامل المسببة بحيث يمكن تجنبها ويعتبر ذلك حجر الزاوية ليس فقط فى علاج الإكزيما بل فى علاج كافة أمراض الحساسية الأخرى وهو الضمان الوحيد لمنع الانتكاسات والوصول إلى الشفاء بمفهوم الكلمة.
وثانيهما : استعمال العلاجات التى تؤدى إلى زوال التغيرات الجلدية والالتهابات وغالبا ما يركز المريض وبعض الأطباء على الجزء الثانى الخاص بالأدوية مع إهمال الجزء الأول الخاص بتحديد السبب وتجنبه مما يؤدى إلى استمرار الحالة أو انتكاسها بعد العلاج بفترات قد تكون قصيرة.
- أولا : التعرف على العوامل المسببة للحالة:
تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات فى العلاج وأصعبها أيضا وتتطلب تعاونا وثيقا بين المريض والطبيب المعالج وتشمل عدة مراحل تبدأ بالتاريخ المرضى ثم فحص الحالة وتنتهى باختبارات الحساسية ولا تغنى إحدى هذه المراحل عن الأخرى؛ إذ أن البعض قد يتصور أن المشكلة قد تحل جذريا بإجراء اختبارات الحساسية بينما أثبتت الخبرة الإكلينيكية الطويلة أن أكثر تلك المراحل أهمية هى أخذ التاريخ المرضي بدقة.
ويبدأ الممرض مهمته فى البحث عن السبب بتوجيه عديد من الأسئلة للمريض تتعلق بمهنته ونشاطه اليومى وهواياته وما إذا كان المريض قد لاحظ علاقة ما بين ظهور الحالة وبين ارتداء بعض الملابس أو استعمال بعض مستحضرات التجميل أو العطور أو تناول أصناف معينة من المأكولات أو الأدوية أو بعد التعرض للشمس.
ويتطلب أخذ التاريخ المرضى فى حالات الحساسية وقتا طويلا وجلسات عديدة حتى يحقق النتيجة المرجوة وعلى الطبيب أن يكون ملما بكافة الاحتمالات وعلى المريض أن يكون دقيق الملاحظة صبورا صادقا وكم من حالات كان فيها التاريخ المرضى مفتاحا لمعرفة السبب.
ويلى التعرف على التاريخ المرضى مرحلة الفحص الإكلينيكى الذى قد يعطى أيضا مؤشرات على الأسباب المحتملة فإكزيما الجفون على سبيل المثال تنتج عن تحسس الجلد لبعض مستحضرات التجميل مثل الظلال السوداء أو البنفسجية والإكزيما التأتبية تصيب مناطق معينة مثل ثنايا المرفق والركبة وجانبى الرقبة والأشكال المستديرة التى تشبه قطع العملة ما هى إلا إكزيما نمية والجلد الجاف المتشقق سطحيا يشير إلى احتمال الإصابة بالإكزيما الجافة وهكذا.
وقد تساعد اختبارات الحساسية فى معرفة السبب ولكنها لا تغنى عن التاريخ المرضى الدقيق والفحص الإكلينيكى الجيد النوعى واختبار الحساسية المفضل فى حالات الإكزيما هو ما يطلق عليه اختبار الرقعة وفكرته تقوم على وضع قطع صغيرة من الشاش مشبعة بالمواد المعروف أنها تسبب الحساسية فوق ظهر المريض وتثبت بواسطة شريط لاصق وتترك لمدة 48 ساعة ترفع بعدها ويلاحظ تفاعل الجلد مع تلك المادة حسب التغيرات التى تحدث تحت كل رقعة ويعتبر الاختبار إيجابيا إذا احمر الجلد وظهرت عليه حبيبات أو فقاقيع مكان الرقعة ويراعى أن يكون تركيز المادة المختبرة ضئيلا بحيث لا يتسبب فى تهيج الجلد ومِن ثَمّ التهابه كما يراعى ألا يجرى هذا الاختبار أثناء نشاط المرض وعادة ما يتم اختبار العديد من المواد قبل التوصل إلى المادة المسببة ويفيد اختبار الرقعة فى حالات إكزيما الملامسة الناتجة عن التحسس فقط ولكنه لا يفيد فى باقى حالات الإكزيما.
وفى نسبة معينة من الحالات لا يمكن التوصل إلى السبب وقد تتراوح تلك النسبة بين 30 - 40% وهنا لا يبقى أمام الطبيب سوى استعمال الأدوية التى تسيطر على الأعراض وتخفف من شدة المرض.
- ثانيا : العلاج الدوائى:
ينقسم العلاج الدوائى إلى علاج جهازى يعطى عن طريق الفم أو بالحقن وعلاج موضعى يوضع مباشرة على مكان الإصابة مثل الغسولات والكريمات والمراهم.
أ- العلاج الجهازى : ويشمل الأدوية التى تقلل من الإحساس بالحكة مثل مضادات الهستامين كما تستعمل المضادات الحيوية فى حالة حدوث مضاعفات للإكزيما فى صورة التهابات ميكروبية وما أكثر حدوثها.
أما فى الحالات الشديدة المنتشرة والتى لا تستجيب للعلاج الموضعى بمفرده فإن استعمال عقار الكورتيزون هو الحل الوحيد ولا مناص من استخدامه ولكن ينبغى أن يكون استعمال الكورتيزون تحت إشراف طبى منعا لحدوث مضاعفات ولكن للكورتيزون آثارا جانبية خاصة إذا استخدم فى غير مجالاته ودون استشارة الطبيب.
ب- العلاج الموضعى : تستعمل فيه الغسولات أو الكريمات أو المراهم ويفضل استخدام الغسولات فى الإكزيما الحادة والكريمات فى الإكزيما تحت الحادة والمراهم فى الإكزيما المزمنة أو الجافة وأشهر الغسولات المستخدمة فى حالات الإكزيما هى غسول برمنجانات البوتاسيوم وغسول الكلامينا أما الكريمات والمراهم فأهمها وأكثرها فاعلية تلك التى تحتوى على نسبة من مركبات الكورتيزون