الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
لماذا خلقنا الله ؟ سؤال الكل يعرف إجابته.
سنجد الجواب في قوله تعالى
:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
فهل نقضي حياتنا كلها لله ؟ وعمرنا كله في العبادة ؟
وهل طبقنا معنى الآية الكريمة؟
لنحسبها معا ونحكم بعدها !
كم عمرك ؟؟!!
قال صلى الله عليه وسلم
أعمار أمتي مابين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك
فلنفترض أن منيتك ستحين وعمرك 63 سنة
. إن القانون العالمي يقول : أن يعمل الإنسان (8) ساعات يوميا واليوم = (24) ساعة
فإذا حسبنا مدة (8) ساعات يوميا في (63) سنة نرى أننا قد صرفنا من عمرنا في العمل فقط
(21) سنة
ولأن يحافظ الإنسان على صحته يحتاج إلى نوم (8) ساعات يوميا فإذا حسبنا (8) ساعات خلال (63) سنة = (21) سنة . فنكون قد صرفنا 21+21=42 سنة في العمل والنوم + 13 سنة قضيناها في عمر الطفولة من لهو ولعب ( وهذا العمر ما قبل فترة البلوغ غير مكلفين به بالشريعة
21+21+13=55 سنه
قضيناها في نوم وعمل ولهو ولعب .
فكم بقي من العمر (8) سنوات
فهل سنقضيها في طاعة الله لا والله بل في قضاء
حوائجنا والزيارات ومشاكل الدنيا . فلو حسبنا ساعات
قضاء الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة ستأخذ
منا ساعة ونصف على الأكثر في اليوم
فلو حسبناها في 63 سنه = سنتين وسبعة أشهر و15يوم فقط نقضيه في عبادة الله من عمر (63) سنة يعني أقل من ربع العمر .
أقل من ثلاثة سنوات فقط في عبادة الله الواجبة علينا
من عمر 63
فهل طبقنا الآية الكريمة
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
فكيف سنواجه الله عز وجل وماذا سنقول له في ضياع هذا العمر
ليس معنى هذا أننا لا نأكل ولا ننام ولا نلهو في الحلال .
ولكن إذا أخلصنا النية لله عز وجل في كل أعمالنا ستتحول كل حركاتنا إلى عبادة فمثلا النوم.
لو نمت مبكرا بنية إن استيقظ على صلاة الفجر أو قيام الليل وكذلك للذهاب إلى عملي بداية موعد الدوام لأكسب راتب حلال .
فسيتحول نومي وعملي إلى عبادة . وكذلك لو أستغليت وقت قيامي وقعودي بذكر الله فسوف أكسب جبال من الحسنات
. فمثلا لو قلت( سبحان الله ) 100 مرة لا يأخذ مني إلا دقيقة واحدة وكما قال صلى الله عليه وسلم
يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة ويحط عنه ألف خطيئة " رواه مسلم .
في اليوم (1000) حسنة في دقيقة واحدة ولو ضربناها في الشهر = 30000 حسنة وفي السنة = 360000 حسنة
. ما أعظم كرم الله علينا هذا فقط من سبحان الله
فقيس أنت على ذلك ولا تفرط في الوقت
فلا تبكي على الميت إذا مات
ابكي على العمر إذا فات
فالعبد بين مخافتين
عمر قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه
وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لتدارك بقايا الأعمار
والتزود من الخير والإستكثار
وأن يعصمنا فيما بقي من عمرنا
ويتقبل منا صالح الأعمال
اللهم آمين