بسم الله الرحمن الرحيم
الى من خانه .. قلبه .. وعقله ..!!
إليك أنت .. نعم أنت وحدك يا من ترجو ما عند الله تعالى
من الرضا والنعيم المقيم ، وتخاف ما أعد الله تعالى للعصاة والكافرين
من النكال والهوان والجحيم ..
إليك .. يا من قد ذاق قلبُه حلاوة الإيمان وتنعم بها يوماً ما من الدهر
ويا من كان يتلذذ بالمتاعب والمكاره ابتغاء رضا ربه وجنة عرضها
السماوات والأرض ..
إليك يا من كان ديدنه الذكر ، وراحة باله الفكر ، وجنته في الدنيا
ترديد آيات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار .
إليك يا من كان مرغماً للشيطان ، لا يستطيع أن يُحصل منك أدنى
اللمم فضلاً عما هو أعظم من ذلك ..
مالي أرى الفتور قد اعتراك ، والإعراض قد ارتسم على تصرفاتك
والوهن قد دبّ إلى عزيمتك التي طالما كانت مشرئبة إلى المعالي
معرضة عن السفاسف !!
مالي أرى الشهوات قد استعبدتك والنزوات قد تملكتك فصرت
محجماً عن الخيرات ، مسارعاً إلى الشهوات معرضاً عن
سُبُل الرحمات .
إلى من حاد عن صفّي ..... وولّى تاركاً كفِّي
ضللت الدرب يا صاحِ ...... وخنت العهد يا إلفي
إلى من قال لي يوماً ........ يمين الله لن أخنع
سأبقى ثابتاً دوماً .......... وللشيطان لن أركع
أتانا العلم أنكموا ............ تركتم عفة البصر
وصرتم تتبعون العين .......... منظر فاتن الصور
أراك اليوم قد خارت ......... قواك وزارك الخطل
وسرت وراء شيطانٍ ............ بزي الإنس يستتر
أتراك قد اكتشفت أن التزامك واستقامتك وطاعتك لربك كانت خطأً
فاخترت الطريق الآخر - طريق الغواية والمعصية والانتكاس -
لتصل إلى جنة الفردوس ؟!
أم تراك قد استبعدت الطريق واستبطأت النصر فسرت في ركاب
الساهين اللاهين عبدة أهوائهم الذين لا همّ لهم سوى أنفسهم غير آبهين
بدين الله ولا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ?!
أم تراك قد أعجبك طريق الضلالة والنكسة الذي سلكه المرتدون بعد
وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وسلكه بعدهم من ختم الله على
قلوبهم وكره انبعاثهم فثبطهم ?!!
أم تراك قد نسيت الموت وسكراته ، والقبر وظلماته ، ويوم
القيامة وروعاته والصراط وزلاته ، وعذاب جهنم ولوعاته
وحسراته !!! أعيذك بالله تعالى من ذلك كله ..
وأعيذك بالله أيضاً من أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم:
(( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ))
فهل من عودة إلى الله قبل الموت ، هل من أوبة أيها المبارك
إلى روضة الطاعة وحياض التوبة والاستقامة والندم حيث
الراحة وتعقبها الرحمة ..
(( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))
فأبشر يا عبد الله ، فإن لك رباً واسع المغفرة باسطاً يديه بالرحمة
بالليل والنهار .
واسأل الله تعالى الهدايه من قلبك بصدق ، فهذا حبيبك المعصوم
صلى الله عليه وسلم يسأل ربه الهداية ويقول:
( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )
وكان يستعيذ بالله من الضلالة بعد الهدى .
قم في ظلام الليل وانطرح بين يدي الرؤوف الرحيم واسأله
المغفرة والرحمة والعون والتسديد .
اعترف بذنبك ، وابك على خطيئتك وتقصيرك ، واسأل المولى
أن لا يخزيك يوم الفزع الأكبر ، وأن يبيض وجهك إذا اسودت
وجوه العصاة والكافرين .
ابدأ صفحة جديدة بيضاء مع الله تعالى بالطاعة والإنابة الحقة
(( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ))
واصرف وجهك عن قرناء السوء ، ورفقة الرخاء الذين لا يأبهون
بك أفي نعيم صرت أم في جحيم ، بل فوق ذلك هم يسألون الله تعالى
أن يزيد قرناءهم عذاباً فوق عذابهم :
(( قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّار ))ِ
انفض عنك غبار القعود والحق بركب النجاة السائر إلى الله تعالى .
فهذه أمتك الموتورة الثكلى تنتظرك ، وتنتظر جهدك وعطاءك
فمن تُرى يرفع راية لا إله إلا الله ! هل هم المتنصرون أم اليهود
أم يد متوضئة ما سجدت إلا لله ولا حنت الجباه إلا له ..
فكن أنت ذلك الرجل ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختكم في الله نور الراضي