علم الحرف
وهو علم تحويل الحروف إلى أرقام و هو علم واسع له عدة تطبيقات استفاد منها الإنسان على مر الزمان وهو علم منتشر في كل أنحاء العالم و لقد عمل به علماء المسلمين و اقروا مصداقيته و أجد انه من الضروري أن أبين بعض قواعد و استخدامات هذا العلم الشريف للقارئ الكريم .
إن (علم الحرف ) هو من أشرف العلوم التي اشتغل بها الإنسان و الذي أكرمه الله سبحانه و تعالى بمعرفته و من المعروف إن أول من عرف هذا العلم هو نبي الله ( إدريس ) ( عليه السـلام ) حيث أن هذه المعرفة كانت من مما وهبت الله سبحانه و تعالى نبيه ( إدريس ) ( عليه السلام ) و من هنا جاء الفعل ( درس , يدرس , دراسة ) أي التعلم و الكتابة و لقد وضع له أسس و قواعد توارثها الحكماء على مر الأجيال . و لقد استخدم الحكماء و المفكرين (علم الحرف ) في استخلاص العلوم و استخراج العديد من الأسرار التي ما كان لها أن ترى النور لولا هذا العلم الشريف أن (علم الحرف ) يستند على إعطاء قيمة عددية معينة لكل حرف من حروف الأبجدية و هي تمثل قوة هذا الحرف أو ( روحه ) و يمكن أن يكون للحروف قيم أخرى و لكنها كلها تعتمد على الترقيم الأول لأستنباطها و العمل بها . وعند دمج هذه الحروف لصنع الكلمة تكون قوة هذه الكلمة نابعة من هذه الحروف و يكون لهذه الكلمة تأثير على الأشياء بصورة كبيرة و عند تجميع العديد من الكلمات يصبح تأثيرها أقوى و أشد ( من المهم جدا معرفة إن التأثير يكون أقوى كثيرا عند قول هذه الكلمات بصوت مسموع و ليس بكتابتها فقط ) و أشرف و أقوى هذه الكلمات هي التي قالها الخالق سبحانه و تعالى و التي أنزلها على رسوله الأمين محمد ( صلى الله عليه وآله و سلم ) و هي ( القرآن الكريم ) و الكل يعرف ما للقران الكريم من تأثيرات و قوة لا يمكن تخيلها أو إنكارها و ليبين الله سبحانه و تعالى عظمة هذا العلم جعل أول خلق خلقه ( القلم ) و ( اللوح المحفوظ ) و أول ما أراد الله سبحانه و تعالى البدء بالخلق قال ( كن ) فكانت الأشياء و المخلوقات . و لقد أشــــار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى أسرار الحروف القرآنية حيث قال ( لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من باء بسم الله الرحمن الرحيم ) أي ( تحميل سبعين بعيرا بالكتب التي تتحدث عن حرف الباء و أسراره) و قال أيضا ( عليه السلام ) : كل ما في القرآن في الفاتحة و كل ما في الفاتحة في بسم الله الرحمن الرحيم و كل ما في بسم الله الرحمن الرحيم في باء بسم و أنا النقطة التي تحت الباء . و قال عليه السلام : ( إن بين جنبي علماً جما آه لو أجد له حملة , لقد احتويت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم كاضطراب الريشة في الطوى, و ليس ذلك في علم الشرع ) . هذا ما قاله أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الذي قال فيه الرسـول الصــادق الأمين ( صلى الله عليه و آله و سلم )( أنا مدينة العلم و علي بابها ).
و سأكشف معلومة توصلت إليها عن طريق العمل بعلم الحرف مكنني الله سبحانه و تعالى من الوصول إليها فيها دليل على العلم اللدني الذي وهبه الله سبحانه و تعالى للإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ذكرت الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) أن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وضع كتابا أسماه ( كتاب الجفر الجامع ) ذكر فيه بعض الأسرار القرآنية و العلوم الربانية التي استخرجها من القرآن الكريم ( و مع الأسف فأن هذا الكتاب قد فقد على ما هو شائع ) و لقد استخرج (عليه السلام ) هذه العلوم من باطن القرآن الكريم و ليدلنا على هذا فقد سمى الكتاب الذي احتوى هذه العلوم و المعارف باسم ( الجفر الجامع ) و على هذا الأساس :
نجمع قيم الحروف لكلمة ( القرآن ) :
ا + ل + ق + ر + ا + ن
1 + 30 + 100 + 200 + 1 + 50 = 382
من قواعد ( علم الحرف ) استخدام طريقة تسمى ( المقاليب ) أي قلب القيمة العددية للكلمة و هذه العملية يستخرج منها سر باطن الكلمة . و عند اســــتخدامها مع هذه القيمة فنرى أنها تصــبح ( 283 ) و هــــذه القيمة تعطي الكلمة ( جفر ) ( 3 = ج , 80 = ف , 200 = ر ) . و عندما سمى الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كتابه بهذا الاسم يقصد أن ما فيه هو علوم و أسرار باطن القرآن الكريم و الله اعلم .
كلنا سمعنا و نعرف أن لله سبحانه و تعالى ( تسعا و تسعين ) اسما و ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة إن من أحصاها دخل الجنة و أن هناك اسماً واحدا مخفيا هو ما يطلق عليه ( اسم الله الأعظم ) و الذي لا يمكن أن يعرفه إلا من شاء الله له أن يعرفه و هذا الاسم يمكن للإنسان أن يدعو به فيستجيب له الله سبحانه و تعالى و لقد عرف هذا الاسم المبارك الأنبياء ( عليهم السلام ) و البعض من الناس على مر التاريخ و لقد عرفه الأئمة من أهـــــــل البيت ( عليهم السلام ) و بعض علماء المسلمين و لا يمكن للذي يعرف الاسم الشريف أن يصرح به أبدا لان معرفة هذا الاسم الشريف تكون هبة ربانية لأشخاص مخصوصين و لكن تم ذكر بعض المعلومات و الإشارات حول ( اسم الله الأعظم ) و التي سأورد قسماً منها :
إن اسم الله الأعظم مكون من حروف الفواتح ( أو بعضها ) في أوائل السور و إن تجميعها بصورة معينة ينتج عنها الاسم الشريف , و كذلك ذكرت بعض الأحاديث عن الأئمة ( عليهم السلام ) إن اسم الله الأعظم موجود في سورة الفاتحة بصورة مقطعة , و ورد في بعض الأحاديث أن اسم الله الأعظم مكون من الحـــروف الصامتة ( غير المنقطة ) و لقد اعتقد بعض علماء المسلمين أنها ( لا اله إلا الله ) و يقال أن اسم الله الأعظم يقرأ باتجاهين من اليسار و من اليمين و لقد وردت مثل هذه الكلمات في بعض آيات القرآن الكريم مثل ( ربك فكبر ) و ( كل في فلك ) و الله اعلم .
و سيجد القارئ مصداق ( علم الحروف ) من خلال ما سيتبين لاحقاً إنشاء الله . و أساس علم الحرف هو إن لكل حرف قيمة عددية معينة تكون صفة لهذا الحرف ( أو ما يسمى روحه ) و هي على ترتيب ( أبجد هوز حطي ……) و هي :
ا = 1 ي = 10 ق = 100 غ = 1000
ب = 2 ك = 20 ر = 200
ج = 3 ل = 30 ش = 300
د = 4 م = 40 ت = 400
هـ = 5 ن = 50 ث = 500
و = 6 س = 60 خ = 600
ز = 7 ع = 70 ذ = 700
ح = 8 ف = 80 ض = 800
ط = 9 ص = 90 ظ = 900
و يوجد عدة أنواع من حسابات الحروف فجمع الحروف كما هي يسمى (الجمع بالحرف الكبير ) أما جمع الحروف ( بتحويلها إلى أرقام فردية مثل حرف اللام = 30 أما تحويله إلى رقم فردي فهو بحذف مرتبة العشرات فيصبح ل = 3 وكذلك بالنسبة للأرقام التي تكون مرتبتها مئوية تحذف المرتبة المئوية مثلا حرف التاء = 400 فتصبح التاء = 4 ) إن هذا الجمع يسمى (الجمع الصغير) و إليك بعض الأمثلة على مصداقية علم الحرف :
عند السؤال : ما هو كتاب الله
نعطي كل حرف قيمته على حساب الجمع الصغير :
م + ا + هـ + و + ك + ت + ا + ب + ا + ل + ل + هـ
4 + 1 + 5 + 6 + 2 + 4 + 1 + 2 + 1 + 3 + 3 + 5 = 37
الجواب: هو القران الكريم
عند جمع قيم الحروف لجملة ( هو القران الكريم ) نجد إن لها نفس القيمة العددية:
هـ + و + ا + ل + ق + ر + ا + ن + ا + ل + ك + ر + ي + م
5 + 6 +1 +3 + 1 +2 +1 + 5 +1 + 3 + 2 + 2 + 1 + 4=37
و الآن لنسأل :
من هو محمد : م + ن + هـ + و + م + ح + م + د
4 + 5 + 5 + 6 + 4 + 8 + 4 + 4 = 40
الجواب : هو رسول الله
هـ + و + ر + س + و + ل + ا + ل + ل + هـ
5 + 6 + 2 + 6 + 6 + 3 + ا + 3 + 3 + 5 = 40
نجد أن للجملتين نفس القيمة العددية .
و من المعروف إن القيمة العددية لأسم محمد بالجمع الكبير هي (92 ) أي
2 + 90 عند تحويل الجمع إلى الصغير يكون ( 2 + 9 )
و ألان لنسأل مرة أخرى :
من هو محمد :
م + ن + هـ + و + (م + ح + م + د )
4 + 5 + 5 + 6 + ( 2 + 9 ) = 31
الجواب : هـــو نبي الله .
هـ + و + ن + ب + ي + ا + ل + ل + هـ
5 + 6 + 5 + 2 + 1 + 1 + 3 + 3 + 5 = 31
من طرف اختكم نور الايمان