ღ♥ღ منتديات القدس ღ♥ღ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


4 مشترك

    دين سيدنا ابراهيم

    bazika
    bazika
    مشرف عام

    مشرف  عام


    ذكر عدد الرسائل : 6090
    العمر : 21
    <STRONG>نقاط التميّز</STRONG> :
    دين سيدنا ابراهيم Left_bar_bleue100 / 100100 / 100دين سيدنا ابراهيم Right_bar_bleue

    . :
    شكرا للأعضاء :



    ملاك القدس
    مسلمة طموحة
    منارة المنتدى
    بنت بلدي
    احلام فلسطين
    وطني




    تاريخ التسجيل : 09/11/2007

    [ إضـآفآت ]
    [بلدي الحبيب]: المغرب
    [ مِزَآجُـكَـ ]: مشتاق/هـ
    [ My SmS ]:

    دين سيدنا ابراهيم Empty دين سيدنا ابراهيم

    مُساهمة من طرف bazika الجمعة 2 مايو 2008 - 19:47

    دين سيدنا إبراهيم ( ع

    لقد اختلف الناس ودخلوا في جدال حول دين سيدنا إبراهيم ( ع) فاليهود يدعون أنهم وحدهم أصحابه والسائرون على دينه والملتزمون بطريقه. والنصارى مع قبولهم رأي اليهود، إلا أنهم يعتبرونه تابعا لسيدنا المسيح ( ع) الذي جاء بعده، ويختلفون في هذا مع اليهود.
    وخلاصة القول أن اليهود يعتبرون سيدنا إبراهيم " يهوديا" والنصارى " مسيحيا". والقرآن يقول كلمته في من يدعون بدون علم:
    ( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(140) ( البقرة)
    وفي آيات أخرى تسفيه لآراء اليهود والنصارى وجدالهم حول دين سيدنا إبراهيم:
    ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ(65)هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(66) ( آل عمران)
    إذن، فالقرآن هو الذي يقول لنا ويخبرنا عن القول الفصل الصحيح لأنه كتاب الله الوحيد الذي لم يدخله تزييف أو تحريف أو تبديل. وإذا ما أتبع الناس سبيلا أو حكما غير القرآن، فسوف يقعون في الأخطاء وينحرفون عن الصواب. والناس عادة لا يتورعون أو يتوانون عن إعطاء رأيهم أو التعبير عن أفكارهم عما ورد وبكثير من التوضيح والتفصيل بين آيات القرآن الكريم. أما المؤمنون فإنهم متمسكون بكلام الله وما ورد فيه، وما جاء في السنة النبوية فيما يخص موضوع سيدنا إبراهيم ( ع) مثل غيره من المواضيع الأخرى، ويعتبرون الدخول في مناقشات وجدال فيما يخص الأنبياء ( ع) من اختلافات لا طائل من ورائها لأنها ضرب من التخمين والدوران حول الشبهات، وهذا ما لا يرضى عنه الله. ومما لاشك فيه أننا نتعرف على الحقيقة المطلقة عن سيدنا إبراهيم ( ع) من آيات الذكر الحكيم التي هي دلائل رحمة للناس، وإرشاد المؤمنين إلى الحق المبين.
    " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ(67) ( آل عمران)"
    والقرآن يقرر بشكل قاطع ودون شك أو تردد أو احتمال حقيقة دين إبراهيم ( ع)، وهو ( الحنيفية) التي تعني " التسليم لأوامر الله وحده والتمسك بدينه المبين دون غيره، والإخلاص له دون قيد أو شرط". وتأتي صفة " الحنيفية" لأن سيدنا إبراهيم ( ع) قد وجد ربه واهتدى إليه آمن به دون شريك له.
    في آية من القرآن يأمر الله نبيه محمد ( ص) باتباع دين أبيه إبراهيم:-
    ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ(123) ( النحل)
    كما يريد الله من الناس أن يكونوا حنفاء لله وحده، لأن الوحدانية هي الفطرة الإنسانية المقبولة والملائمة للناس:-
    ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ(30) ( الروم)
    وترد " الحنيفية" كتعريف بدين إبراهيم ( ع)، وهي في حقيقتها تتطابق تماما مع الإسلام. وفي حقيقة الأمر، فإن جميع الأديان الحق هي الدعوة إلى معرفة الله والإيمان به وعبادته وإظهار الطاعة له وحده، ثم العمل لنيل رضاه وكسب نعيمه، هذا إذا لم يكن الانحراف قد دخله أو شابته الشوائب في أوقات وأزمنة لاحقة. هذا الدين الحنيف التزم به من بعد إبراهيم ( ع) أبناؤه وأحفاده ومن جاء من أصلابهم، وحاولوا الاحتفاظ به. وهنا نجلب الانتباه إلى قول يوسف ( ع) وهو في ظلمات السجون مع من معه، الذي يذكر أنه من صلب جده إبراهيم ( ع) ولا يزال على دينه:
    ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى
    دين سيدنا ابراهيم 6
    " صورة لختم أسطواني مفخور من العصر التاسع أو الثامن قبل الميلاد، تظهر مراسيم عبادة " آلهة!" آشور. والآشوريون كانوا أقوى دول منطقة ما بين النهرين خلال الأعوام 1900- 612 قبل الميلاد. وكانت لهم عقائد وثنية منحرفة وآلهة عديدون أكبرهم – آشور-).

    النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ(38) ( يوسف)
    لقد احتفظ هؤلاء " الأحناف" بعقائدهم في التوحيد ونبذ الشرك بالله أينما كانوا وفي أي عصر عاشوا فيه، مقتربين كثيرا من عقيدة الإسلام. ومن المعروف أن الأنبياء جميعهم اشتركوا في تأدية الأمانة وإنجاز الواجب الأول والأهم لهم وهو نشر فكرة وعقيدة التوحيد ومحاربة الشرك والدعوة إلى نبذ الأخلاق الفاسدة، والتحلي بالفضائل والمكارم. وقد جاء تأكيد هذه الأسس والمبادئ في دعوة الرسول ( ص) إلى الابتعاد عن كل مظهر من مظاهر الشرك بالله في قوله ص:عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله ( ص) أي الذنب أعظم؟ قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك." (2)

    وفي آية يذكر القرآن أن دين الإسلام دين يسر مثل دين سيدنا إبراهيم:
    ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78) ( الحج)

    وكما يفهم من الآية فإن لفظة " المسلمون" أطلقت على أتباع سيدنا إبراهيم ( ع) ومن هم على عقيدته في التوحيد ونبذ الشرك ومحاربته. وكما هو معروف في اللغة فإن كلمة " المسلمون، الإسلام" مشتقة من مصدر " السلام" أي الدخول إلى الأمان والتسليم لله وحده. وهذا صلب ما يبتغيه ويهدف إليه الدين الإسلامي وهو التسليم لله رب العالمين كليا والشعور بالأمان والسكينة والاطمئنان الإيماني. ولعل في سيرة الأنبياء الكرام خير قدوة ودليل لنا في تسليم أنفسنا وأمورنا جميعها لرب العالمين، هؤلاء الرسل الكرام الذين أسلموا لله تعالى واستعاذوا به والتجئوا إليه وطلبوا منه وحده العون والمدد، مظهرين محبتهم له وسخروا حياتهم في سبيله. وهذا ما يدل عليه وصفهم في القرآن جميعهم بـ " المسلمين". وكما ورد في الآية، مخاطبا سيدنا نوح ( ع):
    ( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ(72) ( يونس)
    وفي السورة نفسها خاطب قوم موسى:
    ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ(74) ( يونس)
    وأيضا قوله تعالى على لسان سيدنا سليمان ( ع) لقوم سبأ:
    ( أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31) ( النمل)
    ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78) ( الحج)
    وفي سورة المائدة جاء الوحي الإلهي إلى الحواريين:
    ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ(111) ( المائدة)
    دين سيدنا ابراهيم 7
    ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) ( المائدة)

    هذه الآيات جميعها تظهر مجمل أخلاق المؤمنين الصالحين من التسليم لله تعالى، والتمسك بآداب الدين والإخلاص له، وشر فهم الله بإطلاق اسم " المسلمون" عليهم.
    ولنا في دعاء سيدنا يوسف ( ع) مثال جميل، الآية:
    ( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ(10) ( يوسف)
    وقد وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تذكر فضائل سيدنا إبراهيم ( ع) وجميل خلقه وحسن تصرفاته وإيمانه العميق بربه وطاعته وقبول أوامره برحابة صدر واطمئنان. وهذه بعض منها:
    ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128) ( البقرة)
    ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) ( البقرة)
    إن على كل مسلم مؤمن أن يتخذ من أخلاق سيدنا إبراهيم ( ع) وقوة إيمانه وتسليمه وتوكله على ربه،المثل الأعلى والقدوة الصالحة. وتأتي في مقدمة أخلاقه وشيمه العالية، الثبات والعزم والصبر والتمسك بالعقيدة – وأسلوبه ( ع) في تبليغ رسالته، ومجمل تصرفاته في هذا الشأن.
    لقد أكدت الآيات التي أوردناها إلى حقيقة كون سيدنا إبراهيم ( ع) المثال والقدوة لجميع المؤمنين في كل زمان ومكان. مثله مثل بقية الأنبياء والمرسلين الذين آمنوا بالحنيفية واسلموا لله. وهذا يأخذنا إلى أساس ومصدر جميع الأديان التي تمتد إلى دين إبراهيم ( ع). غير إن الأديان مثل المسيحية واليهودية دخلتها العقائد الشاذة والآراء المنحرفة وزاغت عن مصدرها النقي بمرور الأزمان والأحداث، وابتعدت عما جاء في التنزيل الأول والوحي الإلهي الذي كان ولا يزال يستهدف نشر التوحيد والقضاء على الشرك بالله الذي يعتبر رأس السيئات كلها، والتوجه إلى الهدف والغاية العظمى من الحياة ألا وهي معرفة الله تعالى وإدخال محبته إلى القلوب والترابط معه والتقرب إليه.
    إن الشعور بالحب والتعلق والانتساب إلى سيدنا إبراهيم ( ع) لدى اليهود والنصارى هو ما يوحدهم مع المسلمين في هذا الهدف المحدد. والأديان السماوية الثلاثة تشترك في الاعتقاد والإيمان بالله والعبودية له كما أراده سيدنا إبراهيم ( ع) من الناس أن يفعلوه تماما. لذا يمكننا اعتباره ودينه الحنيفية الأساس المشترك لنا نحن المسلمين مع أهل الكتاب. ( مع الأخذ بالاعتبار دائما ما قاموا به من تأويل وتفسير وتحريف في دين إبراهيم ( ع)). وفي آية يدعو القرآن المسلمين وأهل الكتاب إلى هذه الكلمة السواء المشتركة:
    ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) ( آل عمران)

    " قيام سيدنا إبراهيم ( ع) بتبليغ دينه"
    دين سيدنا ابراهيم 8
    " كانت شعوب منطقة ما بين النهرين يعبدون الشمس أو القمر. وكان حاكم أكد الملك نارام-سين يعتقد بربوبية القمر وينتظر منه الدعم والإسناد له. وفي الصورة نارام-سين وهو يؤدي مراسيم عبادة دينه المنحرف، على نقش في مسلة حجرية تمثل ملحمة إحدى انتصاراته."

    لقد كلف كل نبي بمهمة الدعوة وتبليغ الرسالة وأوامر الله إلى الناس. فالأنبياء جميعهم أرسلوا لإرشاد الناس إلى معرفة الله وتوحيده ونشر المكارم والفضائل والعيش بموجب ما يأمر به الله ويطلبه من عباده. فقد أرسل نوح ( ع) إلى قومه،وصالح إلى قوم ثمود، وشعيب إلى قوم مدين، كما أرسل موسى وعيسى إلى بني إسرائيل. غير أن هؤلاء قلما وجدوا الاستجابة، وواجهوا الصد والمقاومة من قومهم، حيث ضيقوا عليهم وفتحوا معهم أبواب الصراع والصدام، واتهموهم وافتروا عليهم وكذبوهم وهددوهم ولجأوا إلى أساليب خبيثة معهم. حتى وصل بهم الحال إلى معاملة هؤلاء الأطهار الشرفاء المبعوثين من لدن الله بكل قسوة وعنف إما بطردهم ونفيهم أو التهديد بقتلهم. ويذكر القرآن في سورة الأنفال كيف رد الله كيد الكافرين وتآمرهم على سيدنا رسول الله ( ص):
    ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(30) ( الأنفال)
    وكما سبق وذكرنا في القسم الأول من هذا الكتاب كيف إن قوم إبراهيم ( ع) كانوا يعبدون أوثانا وأصناما صنعوها بأيديهم من الحجارة أو الخشب وظلوا لها ساجدين عابدين، ينتظرون منها العون والمدد، وتمسكوا بهذه العقيدة المنحرفة الفاسدة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. ولكن سيدنا إبراهيم ( ع) كان من الإيمان العميق بربه والتوكل التام عليه وحده مما أمكنه من الوقوف وحده أمام طغيانهم وعنادهم.
    لقد كانت ( الأكثرية) في أمم وشعوب مختلفة، تعني السيطرة والتحكم. وهذه الظاهرة برزت على مر التاريخ. وقد كانت عقيدة وأفكار ( الأكثرية) هذه تجبر الجميع على الالتزام بها، باعتبارها الأساس السليم الصحيح. ولهذا فإن الوقوف أمام الأكثرية في المجتمعات الجاهلية أمر في غاية الصعوبة. ويبقى الكثير من الناس في هذه المجتمعات تحت تأثير وضغط الأكثرية رغم احتمال اختلافهم معهم فيما يحملونها من عقائد وأفكار صائبة وصحيحة، وينصاعون – رغما عنهم – لقبول عقائد وآراء الأكثرية المنحرفة. غير أن الأنبياء ومن اتبعوهم وآمنوا بهم من صالح المؤمنين ليسوا كهؤلاء. لقد واجهوا بعزم وقوة وثبات الأكثرية الجائرة ووقفوا أمامهم وأظهروا من المقاومة والكفاح وبذل الجهود وتحمل المشاق والمصاعب والشجاعة والإصرار على نشر أوامر الله نواهيه والتمسك بدينه بإخلاص وتفان. كل هذا بسبب إيمانهم بربهم والخشية منه وحده، والاعتماد عليه والاطمئنان إلى نصره لهم.

    لقد واجه سيدنا إبراهيم ( ع) قومه المشركون لوحده.
    وقد أثنى عليه الله تعالى في الآية : " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(120) ( النحل)"
    حينما تحدى قومه وعلى رأسهم أباه أيضا. وكان ينصحه بترك عبادة الأوثان وأن الإله الحقيقي الذي يستحق العبادة والعبودية له هو الله تعالى رب السماوات والأرض وخالق الأكوان، وليس هذه الأصنام التي كان ينحتها بيديه من أشياء جامدة كالحجر والخشب... وبهذه الطريقة السهلة والأسلوب اللطيف والدعوة الهادئة والصبر، قام سيدنا إبراهيم ( ع) بدعوة قومه كذلك لأتباع دينه وعبادة الله وحده وترك الوثنية والشرك والجهالة، وواجه العداء والبغضاء بالحب واللين وجادلهم بالتي هي أحسن معتمدا في كل ذلك على إيمانه العميق وتوكله الكامل على الله سبحانه. إلى جانب ما كان يمتاز بها من الشجاعة والقوة والثبات بفضل هذا الإيمان العميق. وهذه الآية تظهر الخصال الحميدة التي كان يتمتع بها :
    ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ(80)وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81) ( الأنعام)
    تتجلى في أسلوب وطريقة الدعوة التي أتبعها سيدنا إبراهيم ( ع) مع قومه لمحات جميلة تدل على عمق الإيمان. فقد كان يخاطبهم بكلام في منتهى الحكمة والمنطق السليم، حبذا لو استفاد المسلمون منه في أيامهم هذه في تبليغ دعوة الإسلام ورسالته إلى أمتهم.
    في الفصول القادمة سوف نبحث بشيء من التفصيل ذكر بعض هذه المواقف التي تجلت فيها الحكمة والرؤية والمنطق العقلاني في تبليغ الدعوة.

    " دعوة سيدنا إبراهيم لأبيه"


    دين سيدنا ابراهيم 10
    ( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23)فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ( البقرة)

    إن دعوة الناس لمعرفة الله وتوحيده وعبادته من أولى مهام وواجبات المسلمين. وهذه، بحد ذاتها تعتبر عبادة تسمى بالتعبير الديني بـ " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وأساس هذا العمل الصالح هو " الترهيب والتحذير" الذي يوضح لكافة الناس بأنهم مسؤولون ومحاسبون أمام الله الذي خلق كل شيء من العدم، وسوف يسألون يوم الحساب عما اقترفته أيديهم في حياتهم الدنيا، إلى جانب أمور أخرى من أوامر الله ونواهيه إليهم من الواجب تبليغها إليهم.
    لا شك أن من يقوم بمهام تبليغ ودعوة الناس وتخويفهم وإنذارهم حسبما ورد في آيات القرآن، هم المسلمون المخلصون لدينهم والمتمسكون بقوة ثبات بإيمانهم، وتملأ الخشية من الله قلوبهم. والله سبحانه أعطى هؤلاء بصيرة ثاقبة تفرق بين الصالح والطالح، مع الحكمة والعقل السليم. إن أسلوب التبليغ والدعوة يجب أن يستند إلى التصرف بحكمة ومخاطبة العقول حسب إدراكها ومستويات نضوجها وفهمها، مع الأخذ بالاعتبار شخصية ومستوى المخاطب وحالته النفسية وأوضاعه العامة، واستعمال أسلوب لطيف وأقوال مناسبة وملائمة للمقام والمقال، واستدراك ردة الفعل من المقابل وإيجاد البدائل للتصرف. وهكذا يظهر أن الاهتمام الكبير الذي يجب أن يوجه إلى فرد واحد تقابله جهود مضنية ومهام ثقيلة سواء في توجيه الخطاب لهذا الفرد أو إلى
    Hope Eyes
    Hope Eyes
    مَجْلِسْ الإْدَاْرهـ

    مَجْلِسْ الإْدَاْرهـ


    ذكر عدد الرسائل : 6976
    العمر : 33
    <STRONG>نقاط التميّز</STRONG> :
    دين سيدنا ابراهيم Left_bar_bleue2 / 1002 / 100دين سيدنا ابراهيم Right_bar_bleue

    . : <FIELDSET><LEGEND style=\"FONT-WEIGHT: bold; BACKGROUND-COLOR: silver\"><SPAN lang=ar-ae><SPAN style=\"COLOR: #aa0000\">شكرا للأعضاء :<BR></SPAN><SPAN style=\"COLOR: black\"></SPAN></SPAN></LEGEND><BR>
    <DIV align=center><FONT face=Tahoma color=#000000 size=2><BR><MARQUEE onmouseover=this.stop() onmouseout=this.start() scrollAmount=2 direction=up width=120 bgColor=#ffffff height=70><CENTER>ملاك القدس<BR>مسلمة طموحة<BR>منارة المنتدى<BR>بنت بلدي<BR>احلام فلسطين<BR>وطني</CENTER></MARQUEE><BR></FONT><BR><SPAN class=gen><STRONG></STRONG></SPAN></DIV></FIELDSET><BR>
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    [ إضـآفآت ]
    [بلدي الحبيب]: فلسطين
    [ مِزَآجُـكَـ ]: مشتاق/هـ
    [ My SmS ]:

    دين سيدنا ابراهيم Empty رد: دين سيدنا ابراهيم

    مُساهمة من طرف Hope Eyes السبت 3 مايو 2008 - 10:59

    مشكووووووووووووووووور جدا جدا على موضوعك
    عاشقة القدس
    عاشقة القدس
    .!.[ عُضُوْ فُـوقْ الرّآسْ ].!.
    .!.[ عُضُوْ فُـوقْ الرّآسْ ].!.


    انثى عدد الرسائل : 3156
    العمر : 30
    <STRONG>نقاط التميّز</STRONG> :
    دين سيدنا ابراهيم Left_bar_bleue100 / 100100 / 100دين سيدنا ابراهيم Right_bar_bleue

    . :
    شكرا للأعضاء :



    ملاك القدس
    مسلمة طموحة
    منارة المنتدى
    بنت بلدي
    احلام فلسطين
    وطني




    تاريخ التسجيل : 12/10/2007

    [ إضـآفآت ]
    [بلدي الحبيب]: فلسطين
    [ مِزَآجُـكَـ ]: منسجم/هـ
    [ My SmS ]:

    دين سيدنا ابراهيم Empty رد: دين سيدنا ابراهيم

    مُساهمة من طرف عاشقة القدس السبت 3 مايو 2008 - 19:22

    دين سيدنا ابراهيم 4
    الولد المحبوب
    الولد المحبوب
    المدير العام

    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 5391
    العمر : 32
    <STRONG>نقاط التميّز</STRONG> :
    دين سيدنا ابراهيم Left_bar_bleue100 / 100100 / 100دين سيدنا ابراهيم Right_bar_bleue

    . : <FIELDSET><LEGEND style="FONT-WEIGHT: bold; BACKGROUND-COLOR: silver"><SPAN lang=ar-ae><SPAN style="COLOR: #aa0000">شكرا للأعضاء :<BR></SPAN><SPAN style="COLOR: black"></SPAN></SPAN></LEGEND><BR>
    <DIV align=center><FONT face=Tahoma color=#000000 size=2><BR><MARQUEE onmouseover=this.stop() onmouseout=this.start() scrollAmount=2 direction=up width=120 bgColor=#ffffff height=70><CENTER>ملاك القدس<BR>مسلمة طموحة<BR>منارة المنتدى<BR>بنت بلدي<BR>احلام فلسطين<BR>وطني</CENTER></MARQUEE><BR></FONT><BR><SPAN class=gen><STRONG></STRONG></SPAN></DIV></FIELDSET><BR>
    تاريخ التسجيل : 08/11/2007

    [ إضـآفآت ]
    [بلدي الحبيب]: فلسطين
    [ مِزَآجُـكَـ ]: حالة حبْ
    [ My SmS ]:

    دين سيدنا ابراهيم Empty رد: دين سيدنا ابراهيم

    مُساهمة من طرف الولد المحبوب الخميس 15 مايو 2008 - 18:25

    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكور



    الولد المحبوب مشكور__مشكور الولد المحبوب



    مشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور
    الولد المحبوب
    الولد المحبوب
    المدير العام

    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 5391
    العمر : 32
    <STRONG>نقاط التميّز</STRONG> :
    دين سيدنا ابراهيم Left_bar_bleue100 / 100100 / 100دين سيدنا ابراهيم Right_bar_bleue

    . : <FIELDSET><LEGEND style="FONT-WEIGHT: bold; BACKGROUND-COLOR: silver"><SPAN lang=ar-ae><SPAN style="COLOR: #aa0000">شكرا للأعضاء :<BR></SPAN><SPAN style="COLOR: black"></SPAN></SPAN></LEGEND><BR>
    <DIV align=center><FONT face=Tahoma color=#000000 size=2><BR><MARQUEE onmouseover=this.stop() onmouseout=this.start() scrollAmount=2 direction=up width=120 bgColor=#ffffff height=70><CENTER>ملاك القدس<BR>مسلمة طموحة<BR>منارة المنتدى<BR>بنت بلدي<BR>احلام فلسطين<BR>وطني</CENTER></MARQUEE><BR></FONT><BR><SPAN class=gen><STRONG></STRONG></SPAN></DIV></FIELDSET><BR>
    تاريخ التسجيل : 08/11/2007

    [ إضـآفآت ]
    [بلدي الحبيب]: فلسطين
    [ مِزَآجُـكَـ ]: حالة حبْ
    [ My SmS ]:

    دين سيدنا ابراهيم Empty رد: دين سيدنا ابراهيم

    مُساهمة من طرف الولد المحبوب الخميس 15 مايو 2008 - 18:25

    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكور



    الولد المحبوب مشكور__مشكور الولد المحبوب



    مشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور



    مشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكورمشكور__مشكور

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 19:38