شروط الحجاب الشرعي
الشرط الأول: أن يستر البدن كله
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّقُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنجَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُغَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب. وهذه هي آيه الحجاب ومعناها صريح بوجوب سترالزينة كلها وعدم اظهار أي شئ منها أمام الأجانب.
الشرط الثاني: أن لايكون زينة في نفسه
لقوله تعالى (ولا يبدين زينتهن) بمعني أن لا يظهرن أي زينة فما بالك بالثوب ذاتة إذا كان زينة والمقصود من الأمر بالجلباب والحجاب إنما هو ستر زينة المرأة فلا يعقل حينئذ أن يكون الجلباب في ذاتة زينة فهذا بعينه هو التبرج ولقد شدد الإسلام في أمر التبرج إلي درجة أنه قرنه بالشرك والزني والسرقة وغيرها من المحرمات وذلك حين بايع النبي صلي الله علية وسلم النسـاء علي أن لا يفعلن ذلك.
فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلي رسول الله صلي علية وسلم تبايعة علي الاسلام فقال : أبايعك علي ان لا تشركي بالله شيئاً, ولا تسرقي, ولا تزني, زلا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك, ولا تنوحى ولا تتبرجي تبرج الجالهية الأولي )رواه أحمد بسند حسن ورواه الطبراني وقال الهيثمي في المجمع (رواته ثقات).الشرط الثالث: أن يكونصقيقاً لا يشف
لأن الستر لا يتحقق إلا به, وأما الشفاف فانه يزيد المرأه فتنة وإثارة.
ولقد ورد في الحديث الصحيح:
عن أم علقمة قالت: ( رأيت حفصة بنت عبدالرحمن ابن أبي بكر دخلت علي عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقتة عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فكستها ) رواه مالك والبيهقي وأخرجه ابن سعد.
الشرط الرابع:
أن يكون فضفاضاً غير ضيق فيصف شيئاً من الجسم لأن الغرض من الثوب هو دفع الشهوه والاثارة والفتنة وهذا لا يتحقق في الثوب الضيق الذي يبرز الأعضاء والعورات ويصورها في أعين الرجال تصويرا واضحاً وقد تكلمت عن هذا بوضوح في الفصل السابق.
الشرط الخامس:أن لا يكون معطراً مطيباً
ولقد أسلفنا الذكر عن خطورة الطيب إذا هبت رائحته من المرأه لتشعل نيران الشهوة في قلوب الرجال.
ويكفي هذا الحديث الذي يحرك الجبال ( أيما إمرأة استعطرت فمرت علي قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية) رواه النسائي وابو داود والترميذي والحاكم وأحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.
ويقول النبي صلي الله علية وسلم ( إذا خرجت إحداكن إلي المسجد فلا تقربن طيباً ) رواه مسلم.
فإذا كان ذلك الطيب حراماً علي من تريد الذهاب إلي مجلس علم أو إلي أداء فرض الصلاة في المسجد, فماذا يكون علي من تخرج إلي العمل وإلي السوق وإلي ال**** وهي متعطرة؟! لا شك أنه أشد حرمة وأكبر إثماً وذنباً.
وقد ذكر الهيثمي في (الزواجر)(2/37 ) أن خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو إذن لها زوجها.
الشرط السادس:أن لا يشبه لباس الرجل
فعن عبدالله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم يقول: ( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبة بالنساء من الرجال)رواه أحمد والطبراني وأبو نعيم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( لعن رسول الله صلي علية وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة, والمرأة تلبس لبسة الرجال)أخرجة أبو داود وابن ماجة والحاكم وأحمد وقال الحاكم صحيح علي شرط مسلم.
ومن أخطر الأحاديث التي وردت عن رسول الله في هذا الأمر الخطير.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم ( ثلاث لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله اليهم يوم القيامة العاق والديه, والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال , والديوث) أخرجة الحاكم والبيهقي وأحمد وقال الحاكم: صحيح الاسناد ورواه النسائي والبزار.
الشرط السابع: أن لا يشبهلباس الكافرات
فلقد نهي الشرع الحنيف عن التشبه بالكفار سواء في عبادتهم أو أعيادهم أو أزيائهم الخاصة بهم. ولكن للأسف الشديد قد خرج عن هذه القاعدة كثير من المسلمين والمسلمات حتي من الذين يعنون بأمر دينهم جهلاً بهذا الدين واتباعاً لأهوائهم وانحرافاً مع عادات وتقاليد العصر الحاضر تمشياً مع روح التطور والتحرر.
الشرط الثامن:ألا يكون لباس شهرة
وقد تحدثنا عن هذا الشرط في الفصل الماضي وكفي بحديث النبي صلي الله علية وسلم المروى عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم ( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسة الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا)
هذه هي الشروط الواجب توافرها في الحجاب الشرعي الذي أمر الله عز وجل به وحذرنا من تركه والخروج عليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَه10