في هذا الزمان..
في هذا المكان..
بل في تلك الغرفة التي
لا تحتوي على حنان..
تحول قلب الإنسان
إلى عدوان..
إلى كره وبغضاء وشحناء
حتى أصبحت الحياة
بلا أمان..
بلا عيش رغد
ولا اطمئنان..
هنا
في هذا الزمان..
في هذا المكان..
فقد الورد أريجه..
والقمر لمعانه..
والإنسان أمله وطموحاته..
فقد أغلى أمنياته..
أحلامه وأهدافه
وحبه..
حتى فقد سعادته..
أصبح كالتائه في صحراء
لا بداية لها
ولا نهاية لطريقها..
أصبح كالغريق في
بحر أمواجه هائجة..
وأسماكه مفترسة وجائعة..
أصبح كاليائس
فقد الأمل المشرق
في سماء حياته..
فلا أرض تقيله!!
ولا سماء تحميه!!
ولا طريق يدله
إلى عالم الإنسان!!
هنا !!
في هذا الزمان..
في هذا المكان..
تبلدت الأحاسيس..
وضاعت المشاعر في
بحور الجفاء..
فحين تبكي ولا تجد من
يمسح دمعتك..
حين تغضب ولا تجد
من يواسيك..
حين تحزن ولا تجد
من يخفف عنك..
حينها تعيش حياة ليس
فيها هناء..
ولا قلب فيه نقاء..
ولا عالم فيه معنى الوفاء..
بل حياة تعيسة فيها عناء..
غدر وخيانة وقلب فيه
نقطة سوداء..
هنا
في هذا الزمان
في هذا المكان
علمتني الحياة
أن لا سعادة مع العصيان..
ولا شقاء مع الإيمان..
ولا حياة هنيئة في
غير رضا الرحمن.
إشراقه:
رغم الكدر والضيق..
رغم خيانة الرفيق..
أرسم في طريقي
بسمة أمل..
تمحو كل ألم..
وترسم كل حلم..
لأعيش حرا بأمان..