وبتطبيق هذه الملاحظة المدونة في الأحافير( البقايا الصلبة للكائنات البائدة ) بدقة بالغة أتضح أن عدد أيام السنة في العصر الكمبري CambrianPeriod) )
أي منذ حوالي ستمائة مليون سنة مضت ـ كان425 يوما, وفي منتصف العصر الأوردوفيشي ( OrdovicianPeriod) أي منذ حوالي450 مليون سنة مضت ـ كان415 يوما, وبنهاية العصر التراياسي ( TriassicPeriod) أي منذ حوالي مائتي مليون سنة مضت ـ كان385 يوما, وهكذا ظل هذا التناقص في عدد أيام السنة( والذي يعكس التناقص التدريجي في سرعة دوران الأرض حول محورها ) حتى وصل عدد أيام السنة في زماننا الراهن إلي365,25 يوم تقريبا( 365 يوما,5 ساعات,49 دقيقة,12 ثانية ) . وباستكمال هذه الدراسة اتضح أن الأرض تفقد من سرعة دورانها حول محورها أمام الشمس واحدا من الألف من الثانية في كل قرن من الزمان بسبب كل من عمليتي المد والجزر وفعل الرياح المعاكسة لاتجاه دوران الأرض حول محورها, وكلاهما يعمل عمل الكابح( الفرامل ) التي تبطيء من سرعة دوران الأرض حول محورها. وبمد هذه الدراسة إلي لحظة تيبس القشرة الخارجية للأرض( أي قريبا من بداية خلقها علي هيئتها الكوكبية ) منذ حوالي4,600 مليون سنة مضت وصل عدد الأيام بالسنة إلي2200 يوم تقريبا, ووصل طول الليل والنهار معا إلي حوالي الأربع ساعات, ومعني هذا الكلام أن سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس كانت ستة أضعاف سرعتها الحالية..!! فسبحان الله الذي أنزل في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق :
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا...( الأعراف : 54 )
وسبحان الله الذي أبقي لنا في هياكل الكائنات الحية والبائدة ما يؤكد تلك الحقيقة الكونية, حتى تبقي هذه الإشارة القرآنية الموجزة يطلبه حثيثا مما يشهد بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم, وبأنه كلام الله الخالق, وبأن خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تلقاه عن طريق الوحي كان موصولا برب السماوات والأرض, وأنه( صلي الله عليه وسلم ) ما كان ينطق عن الهوى...!!
ارتباك دوران الأرض قبل طلوع الشمس من مغربها
بمعرفة كل من سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس في أيامنا الراهنة, ومعدل تباطؤ سرعة هذا الدوران مع الزمن, توصل العلماء إلي الاستنتاج الصحيح أن أرضنا سوف يأتي عليها وقت تجبر فيه علي تغيير اتجاه دورانها بعد فترة من الاضطراب, فمنذ اللحظة الأولي لخلقها إلي اليوم وإلي أن يشاء الله تدور أرضنا من الغرب إلي الشرق, فتبدو الشمس طالعة من الشرق, وغاربة في الغرب, فإذا انعكس اتجاه دوران الأرض طلعت الشمس من مغربها وهو من العلامات الكبري للساعة ومن نبوءات المصطفي( صلي الله عليه وسلم )
فعن حذيفة بن أسيد الغفاري( رضي الله عنه ) أنه قال :
اطلع النبي( صلي الله عليه وسلم ) علينا ونحن نتذاكر, فقال : ما تذاكرون؟, قلنا : نذكر الساعة,
فقال : إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات
فذكر : الدخان, الدجال, والدابة, وطلوع الشمس من مغربها, ونزول عيسي بن مريم, ويأجوج ومأجوج, وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف بجزيرة العرب, وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم
وعن عبدالله بن عمرو( رضي الله عنه ) قال : سمعت رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) يقول : إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها, وخروج الدابة علي الناس ضحي, وأيهما ما كانت قبل صاحبتها, فالأخرى علي إثرها قريبا.
وفي حديث الدجال الذي رواه النواس بن سمعان( رضي الله عنه ) قال : ذكر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) الدجال.. قلنا يا رسول الله : وما لبثه في الأرض؟ قال( صلي الله عليه وسلم ) : أربعون يوما, يوم كسنة, ويوم كشهر, ويوم