رسالة من طفل فلسطيني الى وزراء الخارجية العرب
أنا طفل فلسطيني ، عمري عشر سنوات ،
أكتب الى معاليكم من فوق حطام بيتنا الذي دمره صاروخ اسرائيلي منذ قليل ..
أبي أراه هناك ... جثة ممزقة ،
كان عائدا على التو ومعه بعض الاغراض ..
على الارجح بعض ما يسد الرمق مما استطاع الحصول عليه
بالتأكيد كان متلهفا ككل يوم للقائنا .. لولا ذلك الصاروخ ..
أمي كانت في المطبخ تعد لنا طعاما ..
صوتها مازال يرن في اذني ... آخر ما سمعته صرختها الملتاعة التي ابتلعها الصاروخ ..
أخي ....أخواتي .. أين هم ؟
أين ضحكاتهم ؟
أين لهوهم؟
أين أصواتهم التي تملأ البيت ؟
أين تساؤلاتهم البريئة التي تتفجر كل يوم
أين صرخاتهم بابا ماما
...
تخنقني العبرات كلما لاحت لي وجوههم البريئة ..
ما ذنبها ؟
ماذا جنت ؟
....
على مقربة مني ألمح لعبة أختي سارة ..
الدماء تغطيها ..
هل هي دماء سارة أم دماء أختها سنا ..؟
لا فرق
كانتا تلعبان معا بكل براءة ..
وتتجاذبان اللعبة ..
قبل ان يسقط الصاروخ .
غير بعيد دحرجت الرياح ما لم أعره اهتمامي
ثم اذا به ما يمزق القلب ..
ملاءة أخي الصغير ذي السنة الواحدة ..
.......
كنت دائما آخذها وعندما يبكي كنت أعيدها اليه
أمي تقول : كف عن الشقاوة ..
أنت أكبر اخوانك ..
يجب أن ترعاهم ..
يجب أن تترفق بهم ..
يجب أن ..
يجب أن ..
...
أعدك ..
أعدك يا أمي أن أرعى اخوتي ..
أعدك أن أسمع كلامك ..
أعدك أن اكف عن الشقاوة
أعدك أن لا أقلب قطع الاثاث بعد اليوم
أعدك أن لا أكتب على الجدران ..
أعدكم جميعا ..
..
فقط عودوا الي ..
أنا أحتاج اليكم ..
كيف تكون حياتي بعدكم ..
..
يا الهي ..
أصيح في أعماق نفسي
أنكفئ على ذاتي
أمي .. أبي ....
ألن أراكم بعد الان ..
ألن تعودوا الي ..
انني بردان ، انني جوعان ..
أنا خائف
دمار ..
خراب ..
رعب ..
دماء ...
في كل مكان .
* * * * * * * * * * * * * * *
أرجو أن تسامحوني يا سادتي ...
أزعجتكم بهمومي ، و أشغلتكم بمشاكلي ,
وأقلقت راحتكم الكريمة ، وأرقت نومكم الهانئ
أعلم ان أوقاتكم أغلى من أن تضيع مع مثلي ومثل قومي
ولديكم من المهام والمشاغل ما يصغر معه مصابي ومصاب قومي
ولكم من المآدب والمؤتمرات والاحتفالات ما تنوء عن حمله الجبال
ومن المشاغل ما تتقطع معه الامال
يوما هنا ويوما هناك
يوما مركوبين
ويوما تٌركبون .
لكن ..
لكنني أملت في فضلكم
ورجوت حلمكم
واستنجدت بفداحة المسؤولية الضخمة التي تستشعرونها - تجاه قضايا هذه الامة وابنائها - وكنتم بحق لها أهلا
لذا رأيت لزاما علي أن أسطر هذه الكلمات وفاء لكم وعرفانا بفضلكم
ان قلمي يعجز عن شكركم لمواقفكم البطولية في سبيل أمتكم العربية وقضاياها
.....
تصريحاتكم الرنانة قد أرعبت العدو ،
مؤتمراتكم القوية أقضت مضجعه
مواقفكم الموحدة تربك تحركاته
عندما يتكلم الواحد منكم تتوقف قلوب رؤساء اسرائيل رهبة مما يسمعون
ورؤساء الغرب يقطعون اجازاتهم عندما تجتمعون
وجنود العدو يتلون صلواتهم عندما تصرحون
دمتم ذخرا للامة ودامت الامة ذخرا لكم
وبوركتم وبوركت خطاكم
بوركتم يوم تنددون وبوركتم يوم تشجبون
وبوركتم يوم تذهبون
وبوركتم يوم ترجعون
وبوركتم يوم تقومون
وبوركتم يوم تقعدون
بوركت عروشكم
وبوركت كروشكم
التي ما كبرها الا الهم
وما ملأها الا الأرق والغم .
بوركت ربطات عنقكم التي تتدلى تحت ذقونكم
بوركت مشالحكم التي تجرونها من خلفكم
تحاكي أفضل بردعة رأتها أعينكم
بوركت مؤخراتكم
بوركت أحذيتكم
التي تلمعون
عملاء من قالوا أن وجوهكم أشد سوادا منها
علموا ام لم يعلمون .
وبعد :
أتساءل بعد قراركم الحكيم بعدم اتخاذ أي خطوة دون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية
ان كان يحق لي بعد اليوم قذف سيارات العدو بالحجارة ،
أو ركل دباباتهم ...
خوف ان يكون ذلك خروجا عن الاجماع العربي وتفردا باتخاذ القرار
...
هل عندما أعبس في وجوه جنود العدو سيصبح ارهابا أو تصرفا غير محسوبا ؟
...
هل يجوز لي أن أصرخ عندما يقطع العدو جسدي ؟
هل يحق لي أن أبكي ؟
هل يحق لي أن أتبرم
هل يحق لي ....
أم أن هذا سيسبب احراجا للعم سام
أنا طفل فلسطيني ، عمري عشر سنوات ،
أكتب الى معاليكم من فوق حطام بيتنا الذي دمره صاروخ اسرائيلي منذ قليل ..
أبي أراه هناك ... جثة ممزقة ،
كان عائدا على التو ومعه بعض الاغراض ..
على الارجح بعض ما يسد الرمق مما استطاع الحصول عليه
بالتأكيد كان متلهفا ككل يوم للقائنا .. لولا ذلك الصاروخ ..
أمي كانت في المطبخ تعد لنا طعاما ..
صوتها مازال يرن في اذني ... آخر ما سمعته صرختها الملتاعة التي ابتلعها الصاروخ ..
أخي ....أخواتي .. أين هم ؟
أين ضحكاتهم ؟
أين لهوهم؟
أين أصواتهم التي تملأ البيت ؟
أين تساؤلاتهم البريئة التي تتفجر كل يوم
أين صرخاتهم بابا ماما
...
تخنقني العبرات كلما لاحت لي وجوههم البريئة ..
ما ذنبها ؟
ماذا جنت ؟
....
على مقربة مني ألمح لعبة أختي سارة ..
الدماء تغطيها ..
هل هي دماء سارة أم دماء أختها سنا ..؟
لا فرق
كانتا تلعبان معا بكل براءة ..
وتتجاذبان اللعبة ..
قبل ان يسقط الصاروخ .
غير بعيد دحرجت الرياح ما لم أعره اهتمامي
ثم اذا به ما يمزق القلب ..
ملاءة أخي الصغير ذي السنة الواحدة ..
.......
كنت دائما آخذها وعندما يبكي كنت أعيدها اليه
أمي تقول : كف عن الشقاوة ..
أنت أكبر اخوانك ..
يجب أن ترعاهم ..
يجب أن تترفق بهم ..
يجب أن ..
يجب أن ..
...
أعدك ..
أعدك يا أمي أن أرعى اخوتي ..
أعدك أن أسمع كلامك ..
أعدك أن اكف عن الشقاوة
أعدك أن لا أقلب قطع الاثاث بعد اليوم
أعدك أن لا أكتب على الجدران ..
أعدكم جميعا ..
..
فقط عودوا الي ..
أنا أحتاج اليكم ..
كيف تكون حياتي بعدكم ..
..
يا الهي ..
أصيح في أعماق نفسي
أنكفئ على ذاتي
أمي .. أبي ....
ألن أراكم بعد الان ..
ألن تعودوا الي ..
انني بردان ، انني جوعان ..
أنا خائف
دمار ..
خراب ..
رعب ..
دماء ...
في كل مكان .
* * * * * * * * * * * * * * *
أرجو أن تسامحوني يا سادتي ...
أزعجتكم بهمومي ، و أشغلتكم بمشاكلي ,
وأقلقت راحتكم الكريمة ، وأرقت نومكم الهانئ
أعلم ان أوقاتكم أغلى من أن تضيع مع مثلي ومثل قومي
ولديكم من المهام والمشاغل ما يصغر معه مصابي ومصاب قومي
ولكم من المآدب والمؤتمرات والاحتفالات ما تنوء عن حمله الجبال
ومن المشاغل ما تتقطع معه الامال
يوما هنا ويوما هناك
يوما مركوبين
ويوما تٌركبون .
لكن ..
لكنني أملت في فضلكم
ورجوت حلمكم
واستنجدت بفداحة المسؤولية الضخمة التي تستشعرونها - تجاه قضايا هذه الامة وابنائها - وكنتم بحق لها أهلا
لذا رأيت لزاما علي أن أسطر هذه الكلمات وفاء لكم وعرفانا بفضلكم
ان قلمي يعجز عن شكركم لمواقفكم البطولية في سبيل أمتكم العربية وقضاياها
.....
تصريحاتكم الرنانة قد أرعبت العدو ،
مؤتمراتكم القوية أقضت مضجعه
مواقفكم الموحدة تربك تحركاته
عندما يتكلم الواحد منكم تتوقف قلوب رؤساء اسرائيل رهبة مما يسمعون
ورؤساء الغرب يقطعون اجازاتهم عندما تجتمعون
وجنود العدو يتلون صلواتهم عندما تصرحون
دمتم ذخرا للامة ودامت الامة ذخرا لكم
وبوركتم وبوركت خطاكم
بوركتم يوم تنددون وبوركتم يوم تشجبون
وبوركتم يوم تذهبون
وبوركتم يوم ترجعون
وبوركتم يوم تقومون
وبوركتم يوم تقعدون
بوركت عروشكم
وبوركت كروشكم
التي ما كبرها الا الهم
وما ملأها الا الأرق والغم .
بوركت ربطات عنقكم التي تتدلى تحت ذقونكم
بوركت مشالحكم التي تجرونها من خلفكم
تحاكي أفضل بردعة رأتها أعينكم
بوركت مؤخراتكم
بوركت أحذيتكم
التي تلمعون
عملاء من قالوا أن وجوهكم أشد سوادا منها
علموا ام لم يعلمون .
وبعد :
أتساءل بعد قراركم الحكيم بعدم اتخاذ أي خطوة دون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية
ان كان يحق لي بعد اليوم قذف سيارات العدو بالحجارة ،
أو ركل دباباتهم ...
خوف ان يكون ذلك خروجا عن الاجماع العربي وتفردا باتخاذ القرار
...
هل عندما أعبس في وجوه جنود العدو سيصبح ارهابا أو تصرفا غير محسوبا ؟
...
هل يجوز لي أن أصرخ عندما يقطع العدو جسدي ؟
هل يحق لي أن أبكي ؟
هل يحق لي أن أتبرم
هل يحق لي ....
أم أن هذا سيسبب احراجا للعم سام